هل يصبح الحشيش جزءا من علاج العقم عند الرجال؟ دراسة جديدة تثير الجدل

كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من كلية تي. إتش. تشان للصحة العامة بجامعة هارفارد، عن نتائج غير متوقعة تشير إلى أن تدخين الحشيش قد يكون مرتبطاً بزيادة فرص الإنجاب لدى الرجال، وعلى عكس ما كان متوقعاً أظهرت النتائج أن الرجال الذين يدخنون القنب كانت لديهم فرص أعلى لحدوث حمل غير معقّد وولادة ناجحة عند الخضوع لعلاجات الخصوبة مثل الإخصاب في المختبر (IVF).

القنب وعلاج الخصوبةأظهرت النتائج أن الرجال مدخنون القنب لديهم فرص أعلى لحدوث حمل

ارتفاع عدد الحيوانات المنوية لدى مستخدمي الحشيش

الدراسة الحديثة تدعم نتائج دراسة سابقة أجراها نفس الفريق في فبراير، ونُشرت في مجلة "Human Reproduction"، حيث أظهرت أن الرجال الذين سبق لهم تدخين الماريجوانا سجلوا عدداً أعلى من الحيوانات المنوية مقارنةً بأولئك الذين لم يستخدموها مطلقاً، هذه النتائج دفعت الباحثين إلى التساؤل عن مدى تأثير هذه المادة المثيرة للجدل على خصوبة الذكور.

تحذيرات واضحة من التسرع في الاستخدام

رغم النتائج المبشّرة شدّد القائمون على الدراسة على ضرورة توخّي الحذر وعدم اعتبار النتائج دعوة مفتوحة لاستخدام القنب، ففي القسم المخصص لتفسير النتائج تحت عنوان "Wider Implication of the Findings"، أشار الباحثون إلى أن: "على الرغم من أن تدخين الماريجوانا لم يُثبت في الدراسات السابقة أنه يؤثر سلباً على القدرة على الحمل في عموم السكان إلا أنه قد يزيد من خطر فقدان الحمل لدى الأزواج الذين يخضعون لعلاج العقم، كما أن لتدخين الماريجوانا من قبل الرجال والنساء تأثيرات متعاكسة على نتائج علاج العقم باستخدام تقنيات المساعدة على الإنجاب (ART)".

نتائج مقلقة لتأثير الحشيش على النساء

في المقابل أظهرت النتائج جانباً أكثر قلقاً عند النظر إلى النساء المشاركات في الدراسة، من بين 12 امرأة كنّ يدخنّ الحشيش خلال فترة العلاج تعرضت أكثر من نصفهن لفقدان الحمل مقارنة بـ26% فقط من النساء غير المدخنات، وعلى الرغم من أن العينة صغيرة فإن الفرق الكبير في النتائج يدق ناقوس الخطر بشأن استخدام القنب لدى النساء الساعيات للحمل.

تأثير الحشيش على النساءأثبتت النتائج أن الحشيش له تأثير سلبي على النساء الحوامل 

تحوّلات في التوصيات الطبية حول القنب

هذه النتائج تأتي في وقت يشهد فيه العالم تغيرات كبيرة في سياسات وتقنين استخدام الماريجوانا خاصة في الولايات المتحدة وأوروبا، وبينما تُعدّ الماريجوانا مادة مثيرة للجدل طبياً واجتماعياً تفتح هذه الدراسة باباً واسعاً أمام أبحاث جديدة لفهم علاقتها بالخصوبة بشكل أعمق خصوصاً أن كثيراً من الأزواج يلجأون إلى علاجات الخصوبة باهظة التكلفة دون النظر في نمط حياتهم اليومي.

بين الأمل والمجهول

ما يزال العلماء بعيدين عن التوصية باستخدام الماريجوانا كوسيلة علاجية للعقم الذكوري لكنهم لا ينفون أن النتائج الأولية مثيرة للاهتمام، ويظل السؤال مفتوحاً: هل يمكن أن يصبح الحشيش، يوماً ما، جزءاً من بروتوكولات علاج العقم؟ أم أن آثاره الجانبية، خاصة على النساء، ستقف عائقاً أمام تقبله في الممارسة الطبية؟