بالنظر إلى كوب الماء الذي نشربه يومياً من الصنبور قد لا يخطر ببالنا أنه يحمل أكثر من مجرد H2O، فبينما يبدو الماء شفافاً ونقياً قد يُخفي هذا المظهر مجموعة من المواد الكيميائية والملوثات التي لا تُرى بالعين المجردة لكنها تؤثر في صحتنا على المدى الطويل، ومع تزايد القلق العالمي بشأن جودة المياه يزداد الإقبال على معرفة ما إذا كان ماء الصنبور صالحاً للشرب بالفعل.
في السطور التالية ترصد "بوابة صحة" أبرز الطرق التي يمكن من خلالها اختبار سلامة مياه الشرب المنزلية اعتماداً على أحدث الأبحاث والتوصيات الصادرة عن الجهات المتخصصة.
أظهرت أبحاث صادرة عن "Environmental Working Group EWG" أن مياه الشرب في العديد من المجتمعات الأمريكية تحتوي على ملوثات ضارة مثل المعادن الثقيلة (كالرصاص والنحاس) ومبيدات أعشاب تؤثر على الهرمونات ومسرطنات معروفة مثل الزرنيخ الذي تم رصده في مياه الشرب بجميع الولايات الأمريكية بين عامي 2017 و2019.
مياه الشرب تحتوي على ملوثات ضارة
الأخطر من ذلك، كشفت دراسة حديثة أن ما يقرب من نصف مياه الصنبور في الولايات المتحدة تحتوي على مركبات PFAS المعروفة بـ"المواد الكيميائية الأبدية" والتي تُعد سامة حتى عند المستويات المنخفضة للغاية، وقد رُبط التعرض لها بتثبيط جهاز المناعة وزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.
يقول جاد لارنِد رئيس Culligan North America: "العديد من الملوثات لا يمكن رؤيتها أو تذوقها أو شمها — وPFAS مثال مقلق للغاية".
للباحثين عن وسيلة سهلة لفهم جودة مياه الشرب في المنطقة التي يعيش بها يمكن الاستعانة بقاعدة بيانات إلكترونية مثل تلك التي تقدمها المؤسسات البيئية الدولية والتي تسمح للمستخدمين بإدخال بيانات موقعهم –اسم المدينة أو الحي– للحصول على تقرير مفصل يوضح أنواع الملوثات الموجودة في المياه ومستوياتها وما إذا كانت تتجاوز الحدود الآمنة الموصى بها.
الحصول على تقرير مفصل يوضح أنواع الملوثات الموجودة في المياه
للحصول على نتائج دقيقة حول جودة مياه الشرب في المنزل، يُفضل إجراء تحليل في معمل معتمد من الجهات الحكومية المختصة مثل وزارة الصحة أو الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، ويمكن للمواطنين التواصل مع فروع شركات المياه في محافظاتهم للاستفسار عن إمكانية إجراء تحليل لمياه الصنبور أو التوجه إلى المعامل المركزية التابعة لوزارة الصحة والتي تقدم خدمات فحص شاملة تشمل الكشف عن المعادن الثقيلة والملوثات البيولوجية والكيميائية، ويُفضل التأكد من أن المعمل حاصل على اعتماد رسمي لضمان موثوقية النتائج.
توفر العديد من الشركات المصنعة للفلاتر اختبارات مجانية للمياه المنزلية، ومن خلال الزيارة التي تستغرق نحو 30 دقيقة يقوم خبير من الشركة بفحص الأنابيب والأجهزة وأخذ عينة ماء، وإذا لزم الأمر يمكن إرسال العينة إلى مختبر معتمد لتحليل أكثر تفصيلاً، مع تقديم التوصيات المناسبة وتقدير التكلفة.