ليست الفاصولياء مجرد طعام شهي بل قد تكون بمثابة "سحر غذائي" حقيقي لتحسين الصحة العامة، وفقاً لدراسة جديدة قدمت في اجتماع American Society for Nutrition في أورلاندو، فلوريدا.
خلص الباحثون إلى أن تناول فنجان يومي من الفاصولياء ساهم في تحسين صحة مجموعة صغيرة من الأشخاص المصابين بحالة ما قبل السكري وهي حالة تُعرف بارتفاع مستويات السكر في الدم لدرجة تقترب من الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
ومن جانبها، قالت الباحثة مورغان سميث، طالبة الدكتوراه في Illinois Institute of Technology: "أظهرت دراستنا أن تناول الفاصولياء ساعد بشكل كبير في خفض مستويات الكوليسترول وتقليل الالتهاب لدى الأشخاص المصابين بما قبل السكري رغم أن مستويات الجلوكوز لم تتغير".
وأضافت أن هذه النتائج مشجعة لأن ارتفاع الكوليسترول والالتهابات المزمنة من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة أخرى مثل أمراض القلب.
فوائد مذهلة لمرضى ما قبل السكري
شملت الدراسة 72 مشاركاً تم توزيعهم عشوائياً لتناول الحمص أو الفاصولياء السوداء أو الأرز لمدة 12 أسبوعاً، وأظهرت النتائج أن الحمص أدى إلى انخفاض ملحوظ في إجمالي الكوليسترول لدى المشاركين في حين ساعدت الفاصولياء السوداء في تقليل مؤشرات الدم المرتبطة بالالتهاب.
وأوضحت سميث: "أظهرت دراستنا فوائد استهلاك الفاصولياء لدى البالغين المصابين بما قبل السكري ولكنها تبقى خياراً ممتازاً أيضاً للأشخاص الأصحاء"، مضيفةً أن هذه النتائج قد تُستخدم لتوجيه السياسات الغذائية أو دعم البرامج الصحية العامة التي تهدف إلى الوقاية من أمراض القلب والسكري.
يشير الباحثون إلى أن دمج الفاصولياء في النظام الغذائي اليومي لا يحتاج إلى تغييرات جذرية بل يمكن استبدال مكونات أقل فائدة بها في وصفات كثيرة، لكنهم نبهوا إلى أهمية التحقق من أن الفاصولياء المُعلبة لا تحتوي على سكريات أو أملاح مضافة.
وقالت "سميث": "هناك العديد من الطرق لإدخال الفاصولياء في النظام الغذائي كخيار صحي ومنخفض التكلفة يدعم الصحة العامة ويقلل من خطر الأمراض المزمنة".
واقترحت بعض الطرق مثل: خلط الفاصولياء المهروسة مع الحساء لإضفاء قوام كثيف أو استخدامها كإضافة على السلطات أو مزجها مع الحبوب الأخرى مثل الأرز أو الكينوا.
الفاصولياء السوداء تقلل مؤشرات الدم المرتبطة بالالتهاب
تخطط "سميث" وفريقها لإجراء دراسة مستقبلية تبحث في كيفية تأثير الفاصولياء على صحة الجهاز الهضمي والميكروبيوم المعوي وهو مجال يشهد اهتمامًا متزايدًا في الأبحاث الغذائية.
ورغم أن نتائج الدراسة الحالية لم تُنشر بعد في مجلة علمية مُحكمة فإنها تمثل خطوة مهمة نحو فهم العلاقة بين التغذية الصحية والوقاية من الأمراض المزمنة.