كشفت دراسة جديدة نُشرت في JAMA Ophthalmology عن فعالية نوع جديد من النظارات الطبية في تأخير ظهور قصر النظر لدى الأطفال، حيث أثبتت هذه النظارات التي تُعرف باسم عدسات تحسين التشتت البؤري المتنوع (Diversified Segmental Defocus Optimization – DSDO) فعاليتها عند استخدامها يومياً في تقليل معدلات الإصابة بقصر النظر بين الأطفال الذين لا يعانون من هذه المشكلة سابقاً.
أجرى الدراسة فريق بحثي بقيادة الدكتور Yuchang Lu من مستشفى الشعب بجامعة بكين، وشملت عينة من الأطفال تتراوح أعمارهم بين 5 و12 عاماً، وتم تقسيم المشاركين عشوائياً إلى 3 مجموعات:
مجموعة استخدمت نظارات DSDO مع قطرات عين وهمية (121 طفلًا).
مجموعة استخدمت نظارات DSDO مع قطرات أتروبين تركيز 0.01% (125 طفلًا).
مجموعة ثالثة استخدمت نظارات تقليدية (أحادية الرؤية) مع قطرات عين وهمية (124 طفلًا).
نظارات طبية تساعد في تأخير ظهور قصر النظر لدى الأطفال
أظهرت النتائج بعد مرور عام انخفاضاً كبيراً في نسبة الأطفال الذين أُصيبوا بقصر النظر في المجموعتين اللتين استخدمتا نظارات DSDO مقارنةً بالمجموعة الضابطة التي استخدمت النظارات التقليدية، وكانت النسب كالتالي:
مجموعة DSDO: 5.8%
مجموعة DSDO + أتروبين: 4.8%
المجموعة الضابطة: 15.3%
أما نسبة الأطفال الذين شهدوا تغيراً سريعاً نحو قصر النظر، فكانت:
15.7% في مجموعة DSDO
9.6% في مجموعة DSDO + أتروبين
42.7% في المجموعة الضابطة
تشير هذه الأرقام إلى أن استخدام عدسات DSDO قلل من خطر الإصابة بقصر النظر بنسبة تقارب 10%، كما خفّض معدلات التدهور البصري السريع بما يتراوح بين 27% إلى 33% مقارنة بالنظارات التقليدية.
ولاحظ الباحثون أنه لم تكن هناك فروقات ذات دلالة إحصائية بين مجموعة DSDO وحدها ومجموعة DSDO مع قطرات الأتروبين، ما يشير إلى أن النظارات وحدها قد تكون كافية لتوفير الحماية البصرية المطلوبة دون الحاجة إلى العلاج الدوائي الإضافي.
فعالية مماثلة بدون الحاجة للقطرات
تؤكد هذه النتائج أن استخدام عدسات DSDO يوميًا قد يكون خياراً وقائياً فعالًا لتأخير ظهور قصر النظر خاصة في ظل ارتفاع معدلات الإصابة بهذه الحالة لدى الأطفال على مستوى العالم.
ويُعَدّ هذا التطور مهماً في سياق الجهود المبذولة لمواجهة انتشار قصر النظر الذي يرتبط بعوامل بيئية وسلوكية متعددة مثل قلة التعرض للضوء الطبيعي وزيادة وقت استخدام الشاشات.
رغم أن الدراسة ركزت على الاتجاهات العامة إلا أن الاختلافات الفردية في الاستجابة لا تزال قائمة لذلك يُوصى دائماً باستشارة طبيب العيون المختص قبل اختيار أي وسيلة وقائية خاصة للأطفال الذين لديهم عوامل خطر وراثية أو بيئية للإصابة بقصر النظر.