رغم التزام العديد من النساء الحوامل بالزيارات الطبية الدورية وتناول الفيتامينات الخاصة بالحمل إلا أن كثيرات يجهلن أن أحد أهم أدوات الحفاظ على الصحة خلال الحمل هو تحديث اللقاحات الأساسية، وفي مقدمتها لقاح Tdap، الذي يحمي من الكزاز (Tetanus)، والدفتيريا (Diphtheria)، والسعال الديكي (Pertussis).
يُوصى بإعطاء هذا اللقاح خلال الثلث الثالث من الحمل بين الأسبوعين 27 و36 في كل حمل، فبالإضافة إلى حماية الأم ينتقل جزء من المناعة إلى الجنين ما يُشكل درعاً واقياً له خلال أولى أشهر حياته.
الوقاية تبدأ قبل الولادة
السعال الديكي هو عدوى تنفسية شديدة العدوى ويمكن أن يكون مميتاً للرضّع، ووفقاً لدراسة منشورة على موقع What to Expect، فإن الرضّع هم الفئة الأكثر عرضة لدخول المستشفى بسبب هذه العدوى خاصةً قبل أن يتمكنوا من تلقي جرعتهم الأولى من لقاح DTaP والتي لا تُعطى إلا عند بلوغ الطفل شهرين.
شددت الدكتورة جينيفر وو، أخصائية النساء والتوليد في نيويورك وعضوة في What to Expect Medical Review Board، على ضرورة تلقي الحوامل للقاح، قائلة: "معظم المرضى لا يكونون محدّثين في لقاح التيتانوس وهو ضروري لصحتهم العامة ويتم نسيانه لأنه يُعطى كل 10 سنوات فقط".
عند تلقي الأم الحامل للقاح Tdap فإنها لا تحمي نفسها فحسب بل تمرر أيضاً الأجسام المضادة الواقية إلى جنينها فيما يُعرف بـ"المناعة السلبية"، وقد وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على استخدام لقاح Tdap أثناء الحمل كوسيلة فعالة لحماية الرضّع حتى عمر شهرين.
مرض نادر لكنه خطير يُصيب من خلال الجروح العميقة ويُسبب تشنجات عضلية قد تعيق التنفس، ورغم ندرته بفضل اللقاحات إلا أن الإصابة به دون تطعيم قد تكون قاتلة.
عدوى تُسبب غشاءً سميكًا في الحلق ويعيق التنفس وقد تؤدي إلى فشل قلبي أو شلل، وتُعد قاتلة في نحو 30% من الحالات غير المعالجة لدى غير المطعّمين.
يسبب نوبات سعال عنيفة وصعوبة في التنفس وقيئاً واضطرابات في النوم، وبين عامي 2010 و2020 سُجّلت ما بين 2,000 إلى 50,000 إصابة سنوياً في الولايات المتحدة ويموت نحو 20 رضيعًا كل عام بسببه.
هل اللقاح آمن أثناء الحمل؟
يُعد لقاح Tdap آمناً جداً لكل من الأم والجنين بحسب الخبراء، الآثار الجانبية الشائعة تشمل ألماً في موضع الحقن وصداعاً خفيفاً أو تعباً مؤقتاً، أما المضاعفات الخطيرة فهي نادرة جداً.
حتى لو كانت الأم قد تلقت لقاح Tdap في الماضي يجب أن تحصل عليه مجدداً خلال الثلث الأخير من كل حمل، أما البالغون الآخرون من أفراد العائلة أو مقدمي الرعاية، فيُنصحون بتحديث لقاحاتهم لتوفير "حماية جماعية" تُعرف باسم "Cocooning" لكن لا تُغني عن تطعيم الأم الحامل نفسه.