طور باحثون في المعاهد الوطنية للصحة (NIH) قطرة عين جديدة أظهرت إمكانية كبيرة في إبطاء فقدان البصر في نماذج حيوانية تعاني من مجموعة من الأمراض الوراثية التي تسبب فقداناً تدريجياً للرؤية مثل التهاب الشبكية الصباغي. إبطاء فقدان البصر
وتحتوي القطرات على جزء صغير من البروتين الذي ينتجه الجسم ويعرف باسم عامل مشتق من الظهارة الصبغية (PEDF)، الذي يساعد في الحفاظ على خلايا شبكية العين، تم نشر نتائج الدراسة في مجلة Communications Medicine.
يعد PEDF من البروتينات التي تساعد في الحفاظ على خلايا الشبكية التي تتعرض للإجهاد في حالات الأمراض التنكسية، حيث تؤدي مستويات الإجهاد الخلوي العالية إلى فقدان الخلايا المستقبلية للضوء تدريجياً مما يؤدي إلى فقدان الرؤية والعمى، في حين أن العلاج لا يعد شفاءً نهائياً وتظهر الدراسة أن هذه القطرات يمكن أن تبطئ تقدم مجموعة متنوعة من الأمراض التنكسية في شبكية العين بما في ذلك التهاب الشبكية الصباغي والتنكس البقعي المرتبط بالعمر (AMD).
تم اختبار القطرة على فئران صغيرة مصابة بمرض مشابه لالتهاب الشبكية الصباغي، وقد أظهرت النتائج أنه عند إعطاء القطرة يومياً تم الحفاظ على ما يصل إلى 75% من الخلايا المستقبلية للضوء في الشبكية، واستمر الفئران في الاستجابة القوية للضوء بينما كانت الفئران التي تلقت دواءً وهمياً قد فقدت معظم الخلايا المستقبلية للضوء.
وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة، الدكتورة باتريشيا بيسيرا؛ رئيسة قسم الهيكل البروتيني والوظيفة في معهد NIH للعيون: "على الرغم من أنه ليس علاجاً شافياً تظهر هذه الدراسة أن القطرات المعتمدة على الـ PEDF يمكن أن تبطئ تقدم أمراض شبكية العين في الحيوانات ونحن متحمسون لبدء تجاربها على البشر".
وطور الباحثون ببتيدات قصيرة مستخلصة من البروتين PEDF بهدف تحسين قدرة الجزيء على الوصول إلى الشبكية وحماية الخلايا، وتم تصميم ببتيدين رئيسيين: الأول يحتوي على 17 حمضاً أمينياً، والثاني يسمى H105A، ويتميز بارتباط أقوى مع مستقبلات الـ PEDF في الشبكية، وقد أظهرت الفئران التي تلقت هذه القطرات تحسناً ملحوظاً في صحة شبكياتها دون أي آثار جانبية.
لاختبار ما إذا كانت القطرات يمكن أن تعمل في البشر تعاون الباحثون مع علماء من جامعة كولورادو وجامعة مودينا في إيطاليا لاختبار الببتيدات على نموذج نسيج شبكي بشري، أظهرت النتائج أن الأنسجة الشبكية البشرية التي تعرضت للإجهاد الخلوي بقيت قابلة للحياة عندما تم تطبيق الببتيدات، مما يدعم إمكانية تطبيق العلاج على البشر في المستقبل.كيفية إبطاء فقدان البصر
وتشير هذه النتائج إلى أهمية الاستمرار في البحث والتطوير لتطبيق هذا العلاج على البشر في المستقبل القريب.