أثارت دراسة جديدة نُشرت في British Journal of Dermatology الجدل مؤخراً بعدما أشارت إلى أن تساقط الشعر يكون أكثر شيوعاً في أواخر الصيف وبداية الخريف، لكن وفقاً لمجلة Men’s Health فإن هذه النتائج "ضعيفة" ويجب النظر إليها بحذر.
استند الباحثون في دراستهم إلى تحليل ارتفاع معدلات البحث عن مصطلح "تساقط الشعر" في محرك جوجل بين عامي 2004 و2016 ولاحظوا أن معدلات البحث ترتفع في نفس الفترة من كل عام، ورغم أن هذا قد يبدو مؤشراً مثيراً للاهتمام إلا أنه لا يُعد دليلًا علمياً كافياً على وجود علاقة مباشرة بين تغير الفصول وتساقط الشعر.
الاحتمال الأكبر أن الناس ببساطة يبدأون بالقلق على مظهرهم بعد الصيف حين تتراجع الرحلات الخارجية ويتفرغون أكثر لملاحظة التغيّرات في مظهرهم بما في ذلك الشعر.
بحث جوجل لا يعني دليلًا علمياً
قال الدكتور ديفيد رابابورت، جرّاح التجميل في نيويورك، لمجلة Men’s Health بأن فترة الصيف عادةً ما تشهد تباطؤاً في الإقبال على عمليات زراعة الشعر أو العلاجات التجميلية المتعلقة بالشعر لكن النشاط يعود بقوة في نهاية أكتوبر وبداية نوفمبر.
ويضيف: "من المدهش إلى أي مدى يتأثر سلوك الناس بردود الفعل الاجتماعية"، فقد تكون ملاحظات الأصدقاء أو الصور الصيفية سبباً في إدراك بعض الرجال أن شعرهم بدأ يخف فيلجأون للبحث عن حلول أو استشارة طبيب.
إذا كنت تعاني من ترقّق الشعر أو بدايات صلع لا تقلق فهناك العديد من الخيارات التي لا تتطلب جراحة، حيث تتوفر منتجات طبية وتجميلية ثبتت فعاليتها جزئياً في إبطاء التساقط وتحفيز نمو الشعر لكن النتائج تختلف من شخص لآخر، وفي بعض الحالات يظل الحل الجراحي خياراً فعالًا خاصة لمن تجاوزوا مرحلة فقدان الشعر المبكر.
مع ذلك لا يمكن تجاهل حقيقة أن السبب الرئيسي وراء تساقط الشعر لدى أغلب الرجال هو العامل الوراثي، فالصلع الذكوري النمطي (Androgenetic Alopecia) يُعد الأكثر شيوعاً وتلعب فيه الجينات دوراً حاسماً يتفوق على الطقس أو المواسم.
تساقط الشعر اليومي طبيعي
إذا كنت تلاحظ بعض الشعيرات المتساقطة يوميًا فلا داعي للذعر، فقد نشرت دراسة عام 2002 تؤكد أن فقدان نحو 100 شعرة في اليوم يُعتبر أمراً طبيعياً، لذلك من المهم التفريق بين التساقط الطبيعي والتساقط المرضي وهو ما يستدعي فحصاً طبياً دقيقاً.
وأخيراً لا تنسَ أن الثقة بالنفس لا ترتبط بعدد الشعيرات على رأسك، انظر فقط إلى رموز الرجولة المعاصرين الذين أثبتوا أن مظهر الرأس الأصلع قد يكون جذاباً وملفتاً بنفس القدر إن لم يكن أكثر.