بينما ينتظر آلاف المرضى حول العالم فرصة نادرة لـ زراعة قلب، يموت يومياً ما يقارب 20 شخصاً أثناء وجودهم على قوائم الانتظار، وقد تستغرق فترات الانتظار أكثر من 6 أشهر يفقد خلالها واحد من كل 8 أطفال حياته، وفي مواجهة هذا النقص الحاد قدّمت رقعة قلبية مطورة من الخلايا الجذعية أملاً جديداً لإنقاذ المرضى.زراعة قلب
وابتكر علماء في ألمانيا رقعة قلبية تُخاط على القلب بعملية جراحية طفيفة التوغل ما يمنح العضلة القلبية قدرة إضافية على الضخ، الرقعة -المعروفة باسم (engineered heart muscle EHM) مصنوعة من أنسجة قلبية مزروعة معملياً باستخدام ما يصل إلى 200 مليون خلية بشرية مدمجة في collagen hydrogel، بحسب ما نُشر في Nature.
أول استخدام بشري لهذه الرقعة كان في عام 2021 لامرأة تبلغ من العمر 46 عاماً ساعدتها الرقعة على البقاء على قيد الحياة حتى أُجريت لها زراعة قلب، ولاحقاً جرى استخدامها لـ15 مريضاً آخرين يعانون من فشل قلبي حاد وتُنتظر نتائج هذه الحالات لاحقاً هذا العام.
الميزة الأساسية للرقعة أنها تُصنع من خلايا (induced pluripotent stem cells iPSCs) المُعاد برمجتها من خلايا بالغة بدلاً من الخلايا الجذعية الجنينية المثيرة للجدل، ويُعاد توجيه هذه الخلايا لتصبح خلايا عضلية قلبية cardiomyocytes دون أن تسبب اضطرابات كهربائية أو نمو أورام، وهي مشاكل لطالما ارتبطت بـ الخلايا الجذعية.
الخيارات الحالية لعلاج فشل القلب تشمل أدوية مثل ACE inhibitors وbeta-blockers وSGLT-2 inhibitors كـJardiance، بالإضافة إلى أجهزة دعم ميكانيكي مثل LVADs التي تُزرع خلال عمليات القلب المفتوح، ورغم فاعليتها في تحسين جودة الحياة إلا أنها تظل حلولاً مؤقتة وتفرض قيوداً مثل الحاجة لحمل بطاريات ومعدات خارجية إلى جانب خطر الإصابة بعدوى مزمنة.الخيارات الحالية لعلاج فشل القلب تشمل أدوية مثل ACE inhibitors
رغم التقدم العلمي تبقى قلة المتبرعين بالأعضاء هي التحدي الأكبر أمام إنقاذ مرضى فشل القلب؛ لذا فإن تحسين نظام التبرع بالأعضاء وزيادة الوعي المجتمعي حول أهميته يمثلان خطوة محورية لتقليل عدد الوفيات على قوائم الانتظار، وفتح المجال أمام تقنيات مثل الرقعة القلبية لتكون جسراً فعّالاً حتى توفر القلب المناسب أو ربما بديلاً دائماً له في المستقبل.