الحب والنشوة بين المتزوجين حديثاً ليست مجرد مشاعر عابرة، بل هي نتاج تفاعلات كيميائية معقدة تحدث في الدماغ؛ عندما يقع شخصان في الحب، يفرز الدماغ مجموعة من الهرمونات والنواقل العصبية التي تعزز مشاعر السعادة والارتباط، مثل الدوبامين والأوكسيتوسين والسيروتونين، هذه المواد الكيميائية تلعب دوراً رئيسياً في خلق حالة من النشوة والانجذاب الشديد بينهما، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: كم من الوقت تستمر هذه الحالة الكيميائية الساحرة؟ وهل يمكن أن تستمر إلى الأبد، أم أنها مجرد مرحلة مؤقتة؟
المواد الكيميائية تلعب دوراً رئيسياً في خلق حالة من النشوة والانجذاب
تقول المعالجة النفسية،كريستين بابا، إن طاقة العلاقات الجديدة، المتمثلة في الإثارة والنشوة، تدفع الزوجين لقضاء وقت أطول معاً وتعزز ترابطهما، لكن هذه الطاقة رغم أنها تزيد الحميمية الجسدية والعاطفية، إلا أنها لا تدوم للأبد، ويعد تلاشيها مع مرور الوقت أمر طبيعي، ولا يدل على مشكلة في العلاقة.
عند الوقوع في الحب، يُفرز الدماغ مواد كيميائية كالـ دوبامين والسيروتونين والأوكسيتوسين، ما يعزز الشعور بالارتباط العاطفي والجسدي، ويُنشط نظام المكافأة في الدماغ، مُحدثاً شعوراً بالرضا عند قضاء الوقت مع الشريك.
وتشير أخصائية العلاقات الزوجية والجنسية، كيت إنجلر، إلى العوامل التي تساهم في وجود الطاقة الجديدة بالعلاقة، موضحةً أن الدماغ ينشط بشكل طبيعي عند مواجهة أشياء جديدة كالأشخاص والمشاعر، فهذه الآلية تساعد على حماية البشر من الخطر لكنها تعمل بشكل مختلف عند الوقوع في الحب، حيث تساهم الكيمياء العاطفية والجسدية في تعزيز حماس العلاقات الجديدة عبر نظام المكافآت الدماغي، حسب موقع "Verywell Mind".
ذكرت أخصائية العلاقات الزوجية والجنسية، أن الوقوع في الحب يُنشط أنظمة المكافأة في الدماغ بنفس الطريقة التي يحدث بها الإدمان على المخدرات، أيضاً بعض أجزاء الدماغ تصبح أقل نشاطاً عند الوقوع في الحب، وهي الأجزاء المتعلقة بالحكم النقدي والأجزاء التي تميز أفكار ومشاعر وسلوكيات شخص آخر عن أفكارنا ومشاعرنا وسلوكياتنا، ما يسمح بخفض الحذر.
تستمر طاقة العلاقة الجديدة بين 6 أشهر إلى عامين
تستمر طاقة العلاقة الجديدة بين 6 أشهر إلى عامين، وتعتمد المدة على الأفراد وعلاقتهم ببعض، ومع تلاشي المشاعر تدريجياً تنتقل المشاعر الشديدة التي ميزت بداية العلاقة إلى حالة حب أكثر استقراراً واستمراراً تتميز بمزيد من الحميمية والالتزام.
وهذا التحول لا يعني أن العاطفة اختفت، بل قد يكون فرصة أن تصبح علاقة الأزواج أقرب وأعمق وأكثر أهمية، ولهذا سيكون عليك الحفاظ على طاقة الأيام الأولى من الزواج لكي تشعر بأن علاقتك مع شريك حياتك مميزة.