أظهرت دراسة حديثة ارتباط الدهون الحشوية بزيادة مخاطر الإصابة بمرض ألزهايمر خاصةً لدى الأشخاص في منتصف العمر، فالتغيرات الدماغية الناجمة عن هذه الدهون تُعد من العلامات المبكرة التي تُظهر خطر الإصابة بهذا المرض مع التقدم في العمر.
الدهون الحشوية تقلل تدفق الدم إلى الدماغ
وفقاً للباحثين تُعرف الدهون الحشوية بأنها نوع من الدهون التي تتراكم بين الأعضاء الداخلية وحولها مما يُقلل من تدفق الدم إلى الدماغ، هذه الدهون تُشكل تهديدًا يُساهم في التغيرات الدماغية التي تحدث مع مرض ألزهايمر وخرف الشيخوخة.
وأظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين يعانون من مقاومة الأنسولين العالية والتي تُساهم في الإصابة بمرض السكري هم الأكثر عرضة للإصابة بترسبات دماغية تُعرف بـ"amyloid brain plaques"، مشيرة إلى أن انخفاض مستويات الكوليسترول الجيد (HDL) قد يرتبط أيضاً بوجود هذه الترسبات.
وأعلنت هذه النتائج خلال مؤتمر "Radiological Society of North America" في مدينة شيكاغو، وهي تُبرز أهمية ضبط الوزن في مراحل مبكرة كإجراء وقائي لمنع تطور مرض ألزهايمر.
صرّح الدكتور سايروس أ. راجي، دكتوراه في الطب، وأستاذ مشارك في الدراسة: "تتطلب إدارة مخاطر الإصابة بمرض ألزهايمر التركيز على المشكلات الاستقلابية ومشاكل الدهون المرتبطة بارتفاع مستويات الدهون في الجسم".
وتعتمد الدراسة على نتائج أبحاث سابقة من نفس الفريق والتي عُرضت في نفس المؤتمر العام الماضي، وقد أظهرت تلك الدراسات أن الدهون البطنية في منتصف العمر قد تكون مؤشراً لفقدان الذاكرة بعد 15 عاماً.
هناك ارتباط بين زيادة الوزن ومخاطر الإصابة بمرض ألزهايمر
يُعاني حوالي 7 ملايين شخص في الولايات المتحدة من مرض ألزهايمر ومعظمهم تتراوح أعمارهم بين 75 عاماً أو أكثر، وتبدأ الأعراض المبكرة للمرض بفقدان الاهتمام بالأشياء والاكتئاب وصعوبة تذكر المحادثات والأسماء والأحداث، وفي المراحل المتقدمة تتفاقم الأعراض لتُظهر صعوبة في المشي والكلام والبلع مع مشكلات في التواصل والسلوك.
وتُظهر الدراسة أهمية السيطرة على الوزن وعلاج المشكلات الاستقلابية الناتجة عن الدهون الحشوية كخطوة وقائية قد تُقلل من مخاطر الإصابة بالمرض.
تشير النتائج إلى أن تحسين الصحة العامة من خلال ضبط الوزن ومعالجة المشكلات المتعلقة بمقاومة الأنسولين قد تُساعد في تقليل مخاطر الإصابة بألزهايمر، وتُسلط الدراسة الضوء على أهمية اتخاذ إجراءات مبكرة لمكافحة الدهون الحشوية والسيطرة على العوامل الاستقلابية المسببة، ما يُعزز الوعي بأهمية التغيير في نمط الحياة كأداة فعالة لمكافحة الأمراض العصبية المتعلقة بالتقدم في العمر.