مع ارتفاع درجات الحرارة تصبح البحيرات والجداول والبرك وجهات محببة للهروب من حر الصيف لكن شكل المياه الخادع قد يُخفي تهديدات صحية خطيرة، فبحسب تحذيرات الخبراء قد تحتوي المسطحات المائية الطبيعية على فيروسات وبكتيريا وطفيليات وطحالب سامة رغم نقائها الظاهري، كما يُنبّه المختصون إلى ضرورة تقييم المياه جيداً قبل النزول لا سيما أن هذه الأماكن ليست مفلترة أو مطهرة مثل حمامات السباحة.
قال الدكتور دون توشارا جالباداج؛ أستاذ الصحة العامة في جامعة Texas Christian University: "هذه المياه جزء من أنظمة بيئية حيّة تسمح بنمو الميكروبات ومسببات الأمراض".
ومع أن الإصابات الناتجة عن السباحة في المياه العذبة نادرة فإن تأثيراتها قد تكون خطيرة خاصة على الأطفال وكبار السن وذوي المناعة الضعيفة، حسب موقع Health.
تزداد فرص الإصابة في المياه الراكدة والدافئة وبعد الأمطار الغزيرة حيث تسهم الجريان السطحي الزراعي والمياه الملوثة في تغذية الطحالب والبكتيريا، وقد تُصاب بالعدوى إذا ابتلعت ماءً ملوثاً أو لامس الماء عينيك أو جرحاً مكشوفاً.
قالت الدكتورة بوبي بريت؛ مديرة مختبر الطفيليات السريرية في Mayo Clinic: "العديد من مسببات الأمراض تعيش وتتكاثر في هذه البيئات بعضها قد يؤدي إلى أمراض معوية أو حتى التهابات قاتلة".
أشهر مسببات الأمراض في المياه الطبيعية
مثل Leptospira المسببة لداء البريميات والتي توجد في بول القوارض وتُسبب حالات تتراوح من أعراض شبيهة بالإنفلونزا إلى تلف في الكلى، كذلك بكتيريا Vibrio، التي تشمل نوعين: Vibrio vulnificus المسبب لعدوى خطيرة في الجروح، وVibrio parahaemolyticus الذي يسبب اضطرابات معوية.
مثل Giardia المسببة لداء الجيارديات التي تُصيب أكثر من مليون أمريكي سنوياً وتسبب الإسهال والانتفاخ والغازات، وأيضاً Cryptosporidium التي تؤدي إلى الإسهال المائي وتنتقل عبر التلوث البرازي.
أخطر الطفيليات هي Naegleria fowleri، المعروفة بـ"آكلة الدماغ" والتي تُسبب عدوى قاتلة في حال دخول الماء إلى الأنف.
الطفيليات تسبب الإسهال والانتفاخ والغازات
خاصة الطحالب الزرقاء-الخضراء التي تنمو في المياه الدافئة وتُفرز سموماً تُسبب الطفح الجلدي واضطرابات الكبد والأعراض العصبية.
كـ adenovirus وnorovirus، التي قد تتواجد في المياه وتسبب أمراضاً معوية غالباً ما تكون خفيفة لكنها معدية.
ينصح الدكتور دانيال باستولا؛ أستاذ الأمراض العصبية والمعدية في جامعة Colorado School of Medicine، بالتحقق من مواقع الهيئات الصحية المحلية التي قد تنشر تحذيرات دورية عن تلوث المياه، كما يُفضل سؤال موظفي الحدائق أو السلطات المحلية عند الشك.
عند الفحص البصري يجب تجنّب المياه الراكدة أو ذات الرائحة الكريهة أو التي تحتوي على زبد أو رغوة على السطح، إذ أن رائحة الصرف الصحي أو الكبريت أو النباتات المتحللة مؤشر قوي على تلوث المياه حتى المياه النقية قد تكون ملوثة والعكس صحيح.
طرق لتقليل خطر الإصابة حتى في المياه النظيفة ظاهرياً
بحسب "باستولا" من الضروري:
عدم السباحة بجروح مفتوحة
تجنب ابتلاع الماء
إبقاء الرأس فوق الماء
غسل اليدين بعد السباحة
عدم السباحة قرب مصارف المياه
استخدام نظارات لحماية العين والاستحمام بعد الخروج من الماء