تعد العين بمنزلة بوابة للصحة يمكن من خلالها التعرف على ما تعانيه من مشاكل صحية؛ لذا لا تتعامل مع العلامات التي تظهر في عينيك، كأنها أمر عابر، ولكنها تعتبر ناقوس خطر يُنذر بمرضٍ كامن.
يمكن أن يتغير لون العيون بسبب مرض غير مشخص، أو دواء جديد، أو حتى نتيجة لصدمة ما، وقد يحدث في بعض الأحيان بسبب تغير فعلي في القزحية (الجزء الملون من العين)، حسبما نقلت "AARP" عن د. ديفيد سيلفرستون أستاذ طب العيون في كلية الطب بجامعة ييل.
بحثت دراسة أمريكية نُشرت عام 2022 في مجلة "Cancer Causes and Control" في الحالة الصحية لأكثر من 35000 رجل أمريكي من مختلف الأعمار على مدار 19 عاماً، وتوصلت إلى أن أصحاب العيون العسلية أو الخضراء، لديهم خطر أكبر للإصابة بسرطان الخلايا القاعدية وسرطان الخلايا الحرشفية، مقارنةً بذوي العيون الداكنة.
كما خلص الباحثون إلى أن الرجال من ذوي العيون الخضراء أو العسلية أكثر عرضة بنسبة 24% للإصابة بسرطان الخلايا الحرشفية، في حين كان أصحاب العيون الزرقاء أكثر عرضة بنسبة 19%؛ حيث يميل الذين لديهم صبغة أقل في عيونهم – أي من يتميزون بعيون فاتحة – إلى أن يكون لديهم صبغة أقل في بشرتهم؛ ما يزيد خطر إصابتهم بسرطان الجلد، وفقاً لطبيب العيون الأمريكي د. "دافيندر جروفر".
يعد ذوو العيون البنية أقل عرضة للإصابة بالضمور البقعي واعتلال الشبكية السكري – وهو أحد المضاعفات الناتجة عن الإصابة بمرض السكري – حيث يتسبب الضمور البقعي المرتبط بالعمر بإلحاق الضرر بجزء من شبكية العين؛ ما يؤدي إلى فقدان رؤيتك المركزية، بحيث لا تتمكن من رؤية التفاصيل الدقيقة، ويعتبر السبب الرئيسي لفقدان البصر لدى الذين تبلغ أعمارهم 50 عاماً فما فوق، لكن ذوي العيون البنية – حسب الأكاديمية الأمريكية لطب العيون – لديهم نسبة أقل في كلتا الحالتين.
لا يرتبط ارتفاع خطر الإصابة بإعتام عدسة العين لدى ذوي العيون البنية، بشكل مباشر بلون العين، بل بالمكان الذي يعيش فيه هؤلاء الأشخاص؛ حيث توجد علاقة بين التعرض لأشعة الشمس وإعتام عدسة العين؛ ما يفسر تمتع الأغلبية ممن يعيشون بالقرب من خط الاستواء بعينين داكنتين، حسب د. "جروفر".
ذوو العيون الزرقاء لديهم صبغة الميلانين في الطبقة الأمامية من القزحية؛ ما يتسبب في تشتيت الضوء وامتصاص بعض الأطوال الموجية، وهكذا تحصل عيونهم على اللون الأزرق، مثلما تحصل السماء على اللون الأزرق؛ حيث يمكن أن يجعل نقص الصبغات العيون أكثر حساسية للضوء، حسب المتحدث الرسمي باسم الأكاديمية الأمريكية لطب العيون د. "أوسيووما أبوجو".
يمكن أن تشير التغييرات في لون العينين إلى بعض المشكلات الصحية، وفيما يلي بعضها:
يحدث "قوس الشيخوخة" – وهو عبارة عن قوس أو حلق يتكون حول الجزء الخارجي من القرنية – بسبب تراكم الدهون أو الشحوم في العين، ويمكن أن يكون علامة على ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم؛ حيث يُصاب به معظم كبار السن، وعادةً ما يكون غير ضار، ولكنه يتسبب في تغيير لون العين.
بعض حالات العين يمكن أن تتسبب في فقدان الصبغات بمرور الوقت، ومنها الجلوكوما الصبغية (هي حالة تؤدي إلى رفع ضغط العين)، وبعد جراحة إزالة المياه البيضاء (إذا تم وضع العدسة في موضع خطأ فقد يؤدي ذلك إلى إطلاق الصباغ في العين)، وكلاهما قابل للعلاج لكن من المهم مراجعة طبيب العيون، إذا لوحظت أي أعراض مثل الهالات أو عدم وضوح الرؤية.
مثلما يظهر النمش على بشرتك نتيجة التعرض لأشعة الشمس، يمكن أيضاً ظهوره في العين، وتكون عبارة عن بقع بنية صغيرة تتشكل على القزحية، وتجعل عينيك تبدو كأنها قد تغير لونها، وهي غير ضارة لكن يجب فحصها من قبل طبيب العيون؛ حتى لا يتطور الأمر إلى السرطان، حسب د. "جروفر".
تؤثر هذه الحالة النادرة جداً في العين والأنسجة المحيطة بها في جانب واحد فقط من الوجه، وعادةً ما يكون ذلك بسبب السكتة الدماغية أو الورم أو إصابة الحبل الشوكي، ومن أعراضها عدم تساوي حجم حدقة العين، لذا تبدو العين كأن لونها تغير، وفقاً لـ"د. جروفر".
يمكن أن يسبب إعتام عدسة العين غشاوةً في عدسة العين؛ ما يجعل عينيك تبدو بيضاء؛ حيث يُصاب – وفقاً للمعهد الوطني للعيون – نحو ربع الأشخاص في أواخر الستينيات من عمرهم بإعتام عدسة العين، وأكثر من ثلث الأشخاص في السبعينيات من العمر، حسب د. "سيلفرستون".