هل الرياضة بديلة لمضادات الاكتئاب والعلاج النفسي؟ دراسات تكشف تأثيرها

بينما تشعر بالحزن بعد فقدان وظيفتك، أو تعاني من الشعور بالوحدة واليأس بسبب الظروف الحياتية الصعبة والضغوط التي تواجهها، كانت الرياضة وسيلة أنقذت العديد من الأشخاص وجعلتهم يتكيفون مع الضغوط اليومية وحماية صحتهم العقلية، فهل الرياضة يمكن أن تغنيك عن الذهاب إلى الطبيب النفسي؟

التمارين الرياضية لعلاج الاكتئابالتمارين الرياضية تساعد في تحسين أعراض الاكتئاب والقلق

تأثير النشاط البدني على الصحة العقلية

خلال السنوات الأخيرة، ركزت العديد من الدراسات على التأثير الإيجابي للنشاط البدني على تعزيز الحالة المزاجية واحترام الذات إضافة إلى تحسين جودة النوم والطاقة، وخفض مستويات القلق والتوتر.

وتزايدت أدلة على أن التمارين الرياضية لا تحسن الصحة العقلية فقط، بل تحميك من اضطرابات المزاج مثل الاكتئاب وربما تكون علاجاً محتملاً.

كما وجدت دراسة نُشرت في المجلة البريطانية للطب الرياضي العام الماضي، أن النشاط البدني يساهم في تحسين أعراض الاكتئاب والقلق والضيق النفسي، أما الدراسة الثانية التي نٌشرت نتائجها في فبراير الماضي اقترحت أن المشي والركض واليوجا وتدريب القوة بنفس فاعلية العلاج النفسي ومضادات الاكتئاب ويجب دمجها في خطة العلاج للسيطرة على اضطراب الاكتئاب الشديد.

وحذر مايكل نويتل، محاضر أول في علم نفس ومسؤول عن الدراسة الثانية، من اعتبار التمارين الرياضية بديلاً لمضادات الاكتئاب أو للعلاجات المرتبطة بالصحة العقلية والنفسية.

ومن ناحية أخرى، أشار "نويتل" إلى أن العزلة الاجتماعية والعيش بلا تفكير والشعور بأن الشخص لا يستطيع تحقيق شيء، جميعها عوامل تسبب الاكتئاب، لكن التمرين البدني يستهدف كل ذلك، وفقاً لموقع "Men's Health".

التمارين الرياضية لعلاج الاكتئاباليوجا تخفف القلق وتعزز الصحة العقلية

ما الطريقة التي تؤثر بها التمارين الرياضية على العقل؟

ورغم أن جميع الدراسات توضح أن النشاط البدني علاج للاكتئاب لكن لم تكشف دراسة "نويتل" عن "آليات سببية واضحة" لتأثير التمارين الرياضية على الاكتئاب، حيث أشارت أبحاثه وأبحاث أخرى إلى وجود أكثر من آلية اعتماداً على الطريقة التي يمارس بها الشخص الرياضة سواء بمفرده أو مع الآخرين أو داخل المنزل أو خارجه، وما إذا كان النشاط يرفع معدل ضربات القلب أم لتصفية الذهن فقط.

ورغم أن اليوجا تخفف القلق والمشي له تأثير إيجابي على الصحة العقلية، لكن اتضح من الدراسات أن النشاط الأكثر قوة ينتج تأثيرات أقوى.

وبهذا فيمكنك اعتبار النشاط البدني جزءاً من علاج حالتك لكنه لا يغنيك عن الخضوع للعلاج النفسي إذا كنت بحاجة إليه حقا.