التسمم المائي.. كيف يحدث؟ وما أعراضه؟

يُنصح دائماً بالاهتمام بشرب كميات كافية من المياه يومياً؛ لكونها تعزز الوظائف الحيوية، ولكن هل تعلم أن الإفراط في شرب المياه يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية قد تصل إلى التسمم؟

وفي السطور التالية تستعرض بوابة "صحة" ماذا يحدث عند استهلاك كمية زائدة من المياه؟ وما أعراض التسمم المائي؟ وكميات المياه الكافية لليوم الواحد.

أوصت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بعدم شرب أكثر من 1.4 لتر من الماء في الساعة؛ أي نحو 6 أكواب؛ منعاً لحدوث أي مشاكل صحية؛ إذ تبين أنه عند استهلاك كمية زائدة من الماء، خاصةً خلال فترة قصيرة، تنخفض معدلات الصوديوم بالجسم – تُسمى هذه الحالة المرضية بنقص صوديوم الدم – ما ينتج عنه تضخم الخلايا، وقد يصل إلى زيادة الضغط على الجمجمة، وظهور مشاكل عصبية مثل النوبات.

التسمم المائي

ووفق دراسة نشرتها "Medicalnewstoday" أجريت عام 2013، يمكن للكلى التخلص من نحو 20-28 لتراً من الماء يومياً، لكن لا يمكنها التخلص من أكثر من 0.8 إلى لتر كل ساعة؛ لذا عند زيادة كميات الماء يصعب التخلص منها سريعاً، وتؤدي إلى خلل في توازن "الكهارل-معادن" بالدم المسؤولة عن موازنة الماء بالجسم، وضبط وظيفة الأعصاب والعضلات.

وفي بعض الحالات، يؤدي الإفراط في تناولها إلى الإصابة بـ"التسمم المائي"، وهو اضطراب في وظائف المخ ناتج عن شرب الكثير من الماء؛ لذلك تنخفض معدلات الكهارل في الجسم؛ ما يخفف الصوديوم بالدم. وإذا انخفضت مستويات الصوديوم إلى أقل من 135 مليمول لكل لتر، يؤدي ذلك إلى حدوث مشاكل صحية.

أعراض التسمم المائي

وتشمل الأعراض التي تظهر على الجسم عند الإصابة بالتسمم المائي، الصداع، والغثيان، والقيء، وضعف العضلات أو التشنج، وزيادة ضغط الدم، وصعوبة التنفس.

وفي بعض الحالات، يتعرض المريض لتراكم السوائل في الدماغ؛ ما قد يؤثر في جذع الدماغ، ويسبب خللاً في الجهاز العصبي المركزي، وفي الحالات الخطيرة، يمكن أن يسبب التسمم بالمياه نوبات وتلفاً في الدماغ وغيبوبة، ومن المحتمل أن تصل المخاطر إلى الوفاة.

يؤثر التسمم المائي بشكل شائع على الأشخاص المشاركين في الأحداث الرياضية أو مُمارسي تدريبات التحمل، أو الذين يعانون من مشاكل صحية عقلية، كما أنه أكثر انتشاراً بين مرضى الفصام، ويمكن أن يظهر أيضاً لدى الذين يعانون من الاضطرابات العاطفية واضطرابات الشخصية والذهان.

كمية المياه الكافية لليوم الواحد

قدرت الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم والهندسة والطب كمية السوائل اليومية الكافية بنحو 15.5 كوب (3.7 لترات) من السوائل يومياً للرجال، و11.5 كوب (2.7 لتر) من السوائل يومياً للنساء. وتتضمن السوائل الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على معدلات مناسبة من الماء؛ فعلى سبيل المثال فإن 20% من كمية السوائل اليومية تأتي عادة من الطعام؛ لذا يُنصح بتناول الخضراوات والفواكه؛ لغناها بما يقرب من 100% من الماء، من حيث الوزن مثل السبانخ والبطيخ.

ومع ذلك، فإن كمية المياه التي تحتاج إلى شربها يمكن أن تختلف حسب الفئة العمرية، ولكن ينبغي أن تساوي تقريباً الكمية التي تفرزها كليتاك، وقد يكون لدى الأطفال والمراهقين متطلبات أقل من البالغين، فيما يُنصح النساء الحوامل بشرب 8 أكواب يومياً كحد أقصى، حسب د. "كيث فوسيل" طبيب الأعصاب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس.

وبالرغم من أن البعض يهمل شرب الماء في فصل الشتاء، فإنها ضرورية؛ حيث تمد الجسم بالعديد من الفوائد المهمة، مثل تنظيم درجة الحرارة ومنع الإمساك والتخلص من النفايات، وتعزيز أداء جميع وظائف الجسم.