مقدمات السكري هي حالة ترتفع فيها مستويات الجلوكوز في الدم بشكل أعلى من المعدل الطبيعي، لكنها ليست مرتفعة بما يكفي لتشخيص الإصابة بالسكري، وإذا لم تتم إدارة هذه الحالة، فإنها قد تتطور إلى مرض السكري من النوع الثاني خلال فترة قصيرة.
مقدمات السكري
تشير الدراسات إلى أن حوالي 70% من الأشخاص الذين يعانون من مقدمات السكري سيصابون بمرض السكري إذا لم يتخذوا التدابير الوقائية اللازمة.
تعد مقدمات السكري مرحلة خطيرة تتسم بارتفاع مستوى السكر في الدم، لكنها لم تصل بعد إلى مرحلة الإصابة الكاملة بمرض السكري من النوع الثاني، لكن السؤال الذي يطرحه الكثيرون هو: هل مقدمات السكري يمكن علاجها؟ الجواب هو نعم، يمكن ذلك باتباع نمط حياة صحي وتناول العلاج المناسب.
تغيير النظام الغذائي يلعب دوراً كبيراً في الوقاية من تطور مقدمات السكري، حيث يجب التركيز على تناول الأطعمة التي تحتوي على الألياف مثل الخضراوات والفواكه، وتجنب الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات المكررة والسكريات، من المفيد اختيار الحبوب الكاملة بدلاً من المعالجة، وتناول الدهون الصحية مثل المكسرات وزيت الزيتون بدلاً من الدهون المشبعة الموجودة في الأطعمة المقلية والمخبوزات.
النشاط البدني المنتظم يساعد على خفض مستويات السكر في الدم وتحسين حساسية الإنسولين، يُنصح بممارسة التمارين الرياضية لمدة 150 دقيقة أسبوعياً، أي حوالي 30 دقيقة يومياً لمدة 5 أيام في الأسبوع، ويمكن أن تشمل هذه الأنشطة: المشي السريع، وركوب الدراجة، أو أي نشاط آخر يستمتع به الفرد.
الوزن الزائد يزيد خطر تطور مقدمات السكري إلى مرض السكري من النوع الثاني، فقدان 5-7% من وزن الجسم يمكن أن يكون له تأثير كبير على تحسين مستويات السكر في الدم.
على سبيل المثال، إذا كان الشخص يزن 90 كيلوغراماً، فإن فقدان حوالي 4.5-6.3 كيلوغرامات يمكن أن يكون كافياً لإحداث تحسن ملموس.
في بعض الحالات، قد يوصي الطبيب باستخدام الأدوية للسيطرة على مستويات السكر في الدم، يعد الميتفورمين من أكثر الأدوية شيوعاً التي تُستخدم لهذا الغرض، حيث يساعد على تحسين حساسية الإنسولين وتقليل إنتاج الجلوكوز في الكبد، وقد تُوصف أدوية أخرى مثل الأكاربوز التي تبطئ امتصاص الكربوهيدرات في الأمعاء، خاصةً إذا كانت التغييرات في نمط الحياة وحدها غير كافية للتحكم في مستويات السكر.
إضافةً إلى التركيز على التحكم في مستويات السكر في الدم، يجب معالجة عوامل الخطر الأخرى مثل ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول، حيث يُنصح الأفراد الذين يعانون من مقدمات السكري بالتحقق بانتظام من مستويات الكوليسترول وضغط الدم، والالتزام بتناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب للسيطرة على هذه الحالات.
الفحوصات الدورية لمراقبة مستوى السكر في الدم
من المهم جداً إجراء الفحوصات الدورية لمراقبة مستويات السكر في الدم والتأكد من أن التغييرات في نمط الحياة أو العلاج الدوائي تحقق النتائج المرجوة، حيث يساعد الفحص الدوري على اكتشاف أي تغييرات في الحالة مبكراً وتعديل خطة العلاج وفقاً لذلك.
بالرغم من أن مقدمات السكري تُعد مرحلة مقلقة، إلا أن اتخاذ خطوات فعالة نحو تغيير نمط الحياة وتناول الأدوية عند الضرورة يمكن أن يساهم بشكل كبير في الوقاية من تطور الحالة إلى مرض السكري من النوع الثاني، الالتزام بنظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة بانتظام، وفقدان الوزن، والتحكم في عوامل الخطر الأخرى كلها عناصر أساسية في هذه العملية، حيث يضمن الفحص الدوري والمتابعة المستمرة مع الطبيب البقاء على المسار الصحيح وتحقيق أفضل النتائج الصحية.