أثار دواء أوزمبيك الكثير من الجدل بسبب التحذير المتعلق باحتمال زيادة خطر الإصابة بورم الغدة الدرقية، لكن ما حقيقة هذا الارتباط؟ وهل الخطر فعلي أم أن الفحوصات المكثفة وحدها وراء الأرقام المرتفعة؟
تشير أحدث التحليلات إلى أن الأشخاص الذين يستخدمون أدوية GLP-1 يكونون أكثر عرضة لإجراء فحص بالموجات فوق الصوتية للغدة الدرقية ما يؤدي إلى اكتشاف عدد أكبر من العقد غير الضارة، هذه النقطة كانت محور دراسة نُشرت في مجلة "Health" حيث أوضحت أن الفحوصات الزائدة وغير الضرورية هي ما يرفع معدلات التشخيص.
ورم الغدة الدرقية
لفهم العلاقة بشكل أدق، حلّل فريق بحثي بيانات 351,913 بالغًا من المرضى المصابين بالسكري من النوع الثاني، حيث تناول جميع المشاركين أدوية مختلفة من ضمنها GLP-1 ولم يكن لدى أي منهم تاريخ سابق لورم الغدة الدرقية كما كانوا جميعًا في فئة الخطر المتوسط لأمراض القلب.
لاحظت الدراسة ارتفاعًا طفيفًا في تشخيص ورم الغدة الدرقية خلال السنة الأولى فقط من بدء العلاج بـ GLP-1، وهنا تساءلت الباحثة روزالينا ماكوي عن السبب؛ لأن الورم يحتاج سنوات طويلة للتطور مما يشير إلى أن الأمر لا يتعلق بنشوء الورم فعليًا.
وعند تحليل البيانات بعمق وجد الباحثون أن مستخدمي GLP-1 كانوا أكثر عرضة بكثير لإجراء فحص السونار للغدة الدرقية، وبالتالي كان التشخيص مجرد اكتشاف مبكر لعقد موجودة مسبقًا معظمها غير خطير.
الدراسة كانت لها بعض القيود: لم تتوفر معلومات تفصيلية عن عوامل الخطر لكل مريض كما لم تُعرف أسباب إجراء الفحص أو طبيعة الورم المكتشف إن وجد.
الأشعة المقطعيةلتشخيص ورم الغدة الدرقية
يشير خبراء الغدد الصماء إلى أن ورم الغدة الدرقية أصبح يُشخَّص بمعدلات أعلى عالميًا ليس لأنه يزداد فعلًا بل بسبب الاستخدام الواسع للتصوير الطبي مثل الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي، هذه الفحوصات تلتقط عُقدًا صغيرة جدًا لا تسبب أي أعراض وغالبًا لا تؤثر على الصحة مطلقًا.
قال ريتشارد سيجل من مركز Tufts Medical Center، إن العديد من هذه التشخيصات لم تكن ستغيّر شيئًا لو لم تُكتشف أصلًا، إذ أنه رغم زيادة التشخيص فإن معدل الوفيات منخفض جدًا على سبيل المثال ورم الغدة الدرقية الحليمي وهو الأكثر شيوعًا يملك معدل نجاة لمدة 5 سنوات يصل إلى 99.5%.
بدأ الجدل منذ دراسة عام 2010 على الحيوانات والتي أظهرت أن دواء liraglutide قد يزيد خطر ورم الغدة الدرقية من نوع medullary عند القوارض، هذه النتائج قادت لوضع تحذير على جميع أدوية GLP-1.
لكن الخبراء يؤكدون أن نتائج القوارض لا تنطبق على البشر، ففي الدراسات البشرية الواسعة المذكورة في مجلتي "Health" و "Diabetes Care" لم يُسجل أي ارتفاع في خطر الإصابة بالورم بين مستخدمي GLP-1، بل تشير بعض الأدلة إلى أن هذه الأدوية قد تقلل خطر الأورام عمومًا لأنها تحسن الالتهاب والصحة الأيضية.
القلق من ورم الغدة الدرقية يجب أن يكون لأسباب أخرى غير أوزمبيك مثل:
- التعرض لمستويات عالية من الإشعاع
- وجود تاريخ عائلي للمرض
- الإصابة بمتلازمة جينية نادرة مثل MEN2