لماذا أصبح سرطان الغدة الدرقية أكثر انتشاراً بين الأطفال؟ السر في الهواء والضوء
لماذا أصبح سرطان الغدة الدرقية أكثر انتشاراً بين الأطفال؟
أظهرت دراسة جديدة أن الأطفال الذين يتعرضون لتلوث الهواء والضوء الصناعي في الخارج معرضون بشكل أكبر للإصابة بـ سرطان الغدة الدرقية في مرحلة الطفولة، وتعد هذه الدراسة التي نُشرت مؤخراً في "Environmental Health Perspectives" من أبرز الدراسات التي تركز على هذا الرابط البيئي المهم.
تلوث الهواء يسبب سرطان الغدة الدرقية
تأثير تلوث الهواء والضوء على الصحة
أوضح الباحثون أن تلوث الهواء بالجزيئات الدقيقة (PM2.5) والضوء الصناعي في الهواء الطلق من العوامل البيئية التي يمكن أن تؤثر سلباً على صحة الأطفال وتحديداً على الغدة الدرقية، حيث يُعرّض التلوث الهوائي الأطفال إلى جسيمات صغيرة يمكن أن تدخل مجرى الدم مما يشكل تهديداً على صحتهم.
من جهة أخرى، يمكن أن يؤدي التعرض للضوء الصناعي في الليل إلى تعطيل إيقاع النوم الطبيعي مما يؤثر على الهرمونات التي تنظمها الغدة الدرقية ويزيد من خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية.
الدراسة والطريقة المستخدمة
لإثبات هذا الرابط، أجرى مجموعة من الباحثين مقارنة بيانات 736 شخصاً تم تشخيصهم بسرطان الغدة الدرقية قبل بلوغهم سن العشرين مع بيانات 36,800 طفل سليم وجميعهم من ولاية كاليفورنيا، وقد تم تقييم تعرض هؤلاء الأطفال لتلوث الهواء والضوء بناءً على عنوان منزلهم في وقت ولادتهم.
وأظهرت نتائج الدراسة أن الأطفال الذين تعرضوا لزيادة في تلوث الجسيمات الدقيقة بمقدار 10 ميكروجرامات لكل متر مكعب كانوا أكثر عرضة للإصابة بسرطان الغدة الدرقية بنسبة 7%.
تأثير التلوث على الفئات العمرية المختلفة
بينت الدراسة أن التأثيرات كانت أقوى بين المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و19 عاماً، حيث زاد خطر إصابتهم بسرطان الغدة الدرقية بنسبة 8%، كما لوحظ أن الأطفال الهيسبانيين كانوا أكثر عرضة للإصابة بالمرض بنسبة 13%، كما أظهرت النتائج أن الأطفال الذين عاشوا في مناطق ذات مستويات عالية من الضوء الصناعي في الهواء الطلق كانوا أكثر عرضة للإصابة بالسرطان بنسبة 25%.
التلوث البيئي وتأثيره على الغدة الدرقية
قالت الباحثة الرئيسية في الدراسة نيكول دزييل، وهي وبائية بيئية في كلية الصحة العامة بجامعة ييل، إن "سرطان الغدة الدرقية هو من أسرع السرطانات نمواً بين الأطفال والمراهقين، ورغم ذلك لا نعرف الكثير عن أسبابه في هذه الفئة العمرية"، مضيفة: "دراستنا هي الأولى التي تشير إلى أن التعرض المبكر لتلوث الهواء بالـ PM2.5 والضوء الصناعي ليلاً قد يكون له دور في هذا الاتجاه المقلق".
تأثيرات سرطان الغدة الدرقية على الأطفال
من المعروف أن الأطفال يتم تشخيصهم بسرطان الغدة الدرقية في مراحل متقدمة مما يجعل الأورام أكبر وأكثر صعوبة في العلاج، وأوضح الباحثون أنه حتى إذا نجح الأطفال في النجاة من هذا النوع من السرطان، فإنهم قد يعانون من آثار جانبية طويلة الأمد مثل الصداع والإعاقات الجسدية والإرهاق العقلي الذي يؤثر على حياتهم بشكل دائم.
تأثيرات سرطان الغدة الدرقية على الأطفال
أهمية معالجة العوامل البيئية
وشدد الباحثون على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات لتأكيد هذه النتائج وتوسيع فهمنا للروابط بين التلوث البيئي وسرطان الغدة الدرقية لدى الأطفال.
وأكدت "دزييل" أن هذه الدراسة تؤكد "أهمية معالجة العوامل البيئية في أبحاث سرطان الأطفال"، مشيرة إلى أن تقليل التعرض لتلوث الهواء وإدارة التلوث الضوئي يمكن أن يكونا خطوة مهمة نحو حماية صحة الأطفال.
