باعتباره المؤشر الأمثل لمخزون الحديد في الجسم، يلعب بروتين الفيريتين دورًا محوريًا في تخزين الحديد وإطلاقه عند الحاجة، وعلى عكس قياس الهيموجلوبين الذي يقتصر على الكشف عن فقر الدم ولا يعكس دائماً الصورة الكاملة، يُعد قياس الفيريتين أكثر دقةً لتشخيص النقص الخفي في الحديد، حيث يكشف عن كمية الحديد المُخزَّن فعلياً وليس المتداول في الدم فقط، وقد تكون مستويات الهيموجلوبين طبيعية لدى بعض النساء، بينما يعانين من أعراض الاستنزاف المستمر، ما يُبرز أهمية هذا الاختبار.
وتزداد حاجة النساء إلى الحديد خلال فترات الحيض والحمل والرضاعة، ما يؤدي إلى استنفاد احتياطيات الحديد لديهن بمعدلات أسرع مقارنةً بالرجال، حيث أشارت دراسة نُشرت عام 2018 إلى أن انخفاض مستوى الفيريتين غالباً ما يتم إغفاله لدى العديد من النساء، خاصةً اللاتي يعانين من أعراض مثل التعب المزمن، وهشاشة الأظافر، أو متلازمة تململ الساقين، لذا يظل اختبار الفيريتين أداةً تشخيصيةً حاسمة لتحديد ما إذا كان التعب ناتجاً عن نقص الحديد أو بسبب ضغوط الحياة اليومية، حسب صحيفة Times of India.
تزداد حاجة النساء إلى الحديد خلال فترات الحيض والحمل والرضاعة
يُعد هذا الاختبار بالغ الأهمية للنساء في سن الإنجاب، حيث يرتبط انخفاض مستويات الفيريتين بصعوبات الحمل ومضاعفاته، وبالتالي، لا يقتصر دور الفيريتين على كونه أداة للكشف عن فقر الدم أو قياس مستوى الحديد فحسب، بل يمثل مؤشراً وقائياً حيوياً لمنع المضاعفات الخطيرة المحتملة في المستقبل.
لا يقتصر انخفاض الفيريتين على التسبب بفقر الدم فقط، بل يمتد تأثيره ليشمل صفاء الذهن، ونمو الشعر، وكفاءة الجهاز المناعي، ووظائف الغدة الدرقية، ومن الجدير بالذكر أن المستويات المرتفعة بشكل مبالغ فيه قد تؤدي إلى حدوث التهابات أو الإصابة بأمراض الكبد أو غيرها من الأمراض المزمنة، ما يستدعي تحقيق توازن دقيق في مستواه.
فعالية الأنظمة الغذائية في الحفاظ على مخزون الحديد
على عكس الاعتقاد الشائع، قد لا تكفي الأنظمة الغذائية وحدها للحفاظ على مخزون جيد من الحديد، خاصةً لدى النساء اللاتي يتبعن أنظمة نباتية تعتمد على الحديد غير الهيمي الذي يصعب على الجسم امتصاصه مقارنةً بالحديد من المصادر الحيوانية، كما أن تناول كميات كبيرة من الشاي أو القهوة قد يعيق امتصاص الحديد حتى بين مستهلكات اللحوم.