الموسيقى وصوت الأم أفضل وسيلة لبناء علاقة مبكرة مع الجنين في الرحم

يبدأ تطور حاسة السمع لدى الجنين خلال الثلث الثاني من الحمل أي ما بين الأسبوعين 18 و24 تقريبًا، وفي هذه المرحلة يصبح الجنين قادرًا على تمييز الأصوات المحيطة به مثل نبضات قلب الأم وصوتها وحتى الضوضاء الخفيفة من الخارج، لذلك ينصح الأطباء بالتحدث بلطف مع الجنين أو قراءة القصص له أو تشغيل موسيقى هادئة دون الحاجة إلى أجهزة تضخيم الصوت على البطن.

تأثير موزارت"تأثير موزارت".. الموسيقى تؤثر على ذكاء الجنين

هل تجعل الموسيقى الجنين أكثر ذكاءً؟

لطالما ربط الناس بين الاستماع للموسيقى الكلاسيكية، وخاصة مقطوعات Mozart، وبين زيادة ذكاء الطفل فيما يعرف باسم "تأثير موزارت"، لكن دراسة منشورة في مجلة "The Journal of Pediatrics" لم تجد دليلًا علميًا واضحًا على أن الاستماع للموسيقى قبل الولادة يجعل الطفل أكثر ذكاءً أو يطوّر مهاراته الإدراكية في المستقبل.

ومع ذلك لا يُنكر العلماء أن الأصوات المألوفة والموسيقى الهادئة قد تساعد في تهدئة الجنين داخل الرحم وتمنحه شعورًا بالراحة والأمان.

التلامس الجسدي المباشر بين الأم والرضيع يعزز نمو الدماغ لديهالموسيقى تزيد الترابط بين الأم والطفل 

الموسيقى كوسيلة للترابط بين الأم والطفل

الاستماع للموسيقى أثناء الحمل ليس مجرد تجربة حسية بل يمكن أن يكون وسيلة للتواصل العاطفي بين الأم وطفلها، فالحديث مع الجنين أو قراءة القصص له بانتظام يساعده أيضًا على تمييز صوت الأم بعد الولادة، فقد أظهرت أبحاث أن الأطفال حديثي الولادة يتفاعلون أكثر مع الأصوات التي سمعوها في الرحم خاصة صوت الأم.

احذري من المبالغة في التحفيز

يحذر بعض الخبراء من تحويل الرحم إلى "قاعة دروس" مبكرة، فالمبالغة في تشغيل الموسيقى بصوت مرتفع أو لفترات طويلة قد تؤثر على نوم الجنين الطبيعي وتسبب له توترًا غير مباشر.

ويؤكد الأطباء في "The Royal Society" أن فترة الحمل يجب أن تكون وقتًا للهدوء والنمو الطبيعي لا سباقًا نحو الإنجازات أو التحفيز الزائد، بمعنى آخر استماع الأم للموسيقى يجب أن يكون للمتعة والاسترخاء وليس بهدف "تسريع نمو الجنين" أو "تحسين ذكائه".

اللمس لغة تواصل أخرى

إلى جانب الموسيقى يتطور إحساس اللمس لدى الجنين داخل الرحم مبكرًا أيضًا، وعندما تقوم الأم بمداعبة بطنها أو الضغط برفق عليها أثناء الاستماع للموسيقى يمكن أن يشعر الجنين بهذه اللمسات مما يعزز الترابط بينهما ويخلق بيئة عاطفية دافئة تساعد على تطور الجنين النفسي والذهني.

نغمة ختام بقلب مطمئن

استماع الأم للموسيقى الهادئة وقراءتها للقصص بصوت مريح قد يكونان أفضل وسيلة لبناء علاقة مبكرة مع الجنين، فلا تحتاجين إلى أجهزة أو مقاطع محددة يكفي أن تفعلي ذلك بهدوء وحب، فالعلاقة بينكما تبدأ من اللحظة الأولى في الرحم بنغمة قلبك وصوتك الدافئ.