أظهرت دراسة نُشرت في مجلة " Frontiers in Medicine" إمكانية التنبؤ بتسمّم الحمل - أحد أكثر مضاعفات الحمل خطورة- باستخدام اختبار بيولوجي يجمع بين التحاليل المخبرية والبيانات السريرية ويعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، هذه الطريقة قد تساعد الأطباء على التدخّل المبكر وحماية حياة الأمهات وأطفالهن قبل ظهور أي أعراض واضحة.
تسمّم الحمل حالة خطيرة تظهر عادة بعد الأسبوع العشرين من الحمل وتتميّز بارتفاع مفاجئ في ضغط الدم ووجود البروتين في البول وقد تؤدي إلى مضاعفات تمسّ الكبد والكليتين والمشيمة.
وبحسب الإحصاءات تصيب هذه الحالة نحو 4.6% من النساء الحوامل عالميًا مسبّبة أكثر من 70 ألف وفاة بين الأمهات ونحو نصف مليون وفاة بين المواليد سنويًا.
الكسف المبكر تسمم الحمل
رغم خطورته يبقى الكشف المبكر عن تسمّم الحمل صعبًا لأن أسبابه الدقيقة لا تزال غير مفهومة تمامًا، ويُشير الاتحاد الدولي لأمراض النساء والتوليد إلى أن النماذج الحالية للتنبؤ تعتمد على فحص دوبلر لشرايين الرحم مع قياس بروتينين هما PlGF وPAPP-A لكنها لا تُحقق دقة عالية في جميع الفئات السكانية، خاصة في آسيا؛ لذلك يرى الباحثون أن هناك حاجة ماسة لاكتشاف مؤشرات بيولوجية جديدة أكثر دقة وملاءمة.
بين عامي 2019 و2021 جمع باحثون من 6 مستشفيات في الصين بيانات من أكثر من 1900 امرأة حامل شملت تحاليل دم ووظائف كبد وكلى و غدة درقية إلى جانب ضغط الدم ومؤشرات النمو الجنيني.
استخدم الفريق نماذج تعلم آلي متقدمة لتحليل العلاقات بين هذه البيانات وتطوّر حالات تسمّم الحمل المبكر والمتأخر والمصحوب بولادة مبكرة.
وتميّزت النماذج بقدرتها العالية على التنبؤ بالحالات المعرضة للخطر إذ بلغت دقة النموذج الخاص بتسمّم الحمل المبكر 85% مع حساسية وصلت إلى 72% ما يعني أنه يمكنه اكتشاف أغلب الحالات قبل ظهور الأعراض السريرية.
حددت الدراسة عددًا من المؤشرات الحيوية المرتبطة بتسمّم الحمل، من أبرزها ارتفاع إنزيم ALT وزيادة عدد كريات الدم الحمراء ومستويات حمض اليوريك إضافة إلى تغيّرات في بعض مؤشرات الصفائح الدموية.
كما أظهرت النتائج أن بعض هذه المؤشرات تختلف بين الأنواع الفرعية من تسمّم الحمل ما يعكس تنوع آلياته المرضية.
الذكاء الاصطناعي يتنبأ بتسمم الحمل
أشار الباحثون إلى أن هذا النموذج قد يمهّد الطريق لفحوص روتينية تُجرى في الثلث الأول من الحمل تتيح تحديد النساء الأكثر عرضة لتسمّم الحمل وبالتالي بدء التدخّل الوقائي مبكرًا مثل وصف الأسبرين بجرعات منخفضة.
وأكّدوا أن دمج الذكاء الاصطناعي في التحليل المعملي يمكن أن يحدث نقلة نوعية في رعاية الحوامل عبر الانتقال من مرحلة التشخيص المتأخر إلى الطب التنبّؤي المبكر الذي يُنقذ الأرواح.