كيف تؤثر الإضاءة الزرقاء على نوم الطفل والرضاعة الطبيعية؟

منذ لحظة الولادة يبدأ جسم الطفل في بناء نظامه الزمني الداخلي، أو ما يُعرف بـ الساعة البيولوجية، وهي المسؤولة عن تنظيم النوم والرضاعة ودرجة حرارة الجسم وحتى النمو>

أما الساعة البيولوجية عند الكبار تعمل وفق دورة الضوء والظلام على مدار 24 ساعة لكن الرضع لا يولدون بهذه القدرة بل يتعلمها جسمهم تدريجيًا من البيئة المحيطة.

وتشير دراسة حديثة نُشرت في مجلتي Science Direct وWiley إلى أن الضوء البيئي خصوصًا نوعه وتوقيته يلعبان دورًا رئيسيًا في ضبط هذه الساعة الداخلية لدى الرضع.

علامات انتكاس النوماضطراب النوم لدى الرضع بسبب الضوء الأزرق

الإضاءة الزرقاء وتأثيرها الليلي

الضوء الأزرق الصادر من الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف والتلفاز والمصابيح البيضاء القوية يثبط إفراز هرمون الميلاتونين، الهرمون المسؤول عن النوم، وعندما يتعرض الرضيع أو الطفل الصغير لهذا النوع من الضوء ليلاً تختل إشارته الداخلية لمعرفة وقت النوم ما يؤدي إلى نوم متقطع أو صعوبة في النوم، بحسب ما أكدت مراجعة بحثية موسعة في PubMed وCochrane Database of Systematic Reviews.

هذا الاضطراب لا يؤثر فقط على نوم الطفل بل يمتد إلى الأم أيضًا خاصة إذا كانت تُرضع طبيعيًا إذ يرتبط نومها بنمط نوم طفلها مباشرة.

هل من الآمن نوم الرضيع على بطنه؟دور الإضاءة المنظمة في النوم العميق للرضع 

فوائد الإضاءة المنظمة (Cycled Lighting)

أظهرت مراجعة شاملة تضمنت 25 دراسة بين تجريبية ورصدية وسردية، أن تطبيق نظام الإضاءة المتناوبة - ضوء النهار الطبيعي صباحًا وظلام معتدل ليلًا- يساعد الرضع على تكوين دورة نوم واستيقاظ منتظمة، فالأطفال الذين يعيشون في بيئة مضبوطة الضوء يُظهرون نومًا أعمق ليلاً ويقظةً أفضل نهارًا مما يعزز النمو البدني والمعرفي.

الإضاءة والرضاعة الطبيعية

الضوء لا يؤثر فقط على النوم بل يمتد تأثيره إلى عملية الرضاعة أيضًا، ففي الليل يفرز الجسم كميات أعلى من الميلاتونين الذي يمر عبر حليب الأم إلى الرضيع مما يساعده على النوم، لكن في حال كانت الأم تتعرض للضوء الأزرق أو تبقي الغرفة مضيئة أثناء الرضاعة الليلية ينخفض مستوى هذا الهرمون مما يجعل الطفل أكثر يقظة وأقل استقرارًا أثناء الرضاعة والنوم.

وأوصى الخبراء بأن تحافظ الأمهات على إضاءة دافئة خافتة أثناء الليل وتجنب الشاشات الزرقاء قبل النوم بساعة على الأقل.

الإضاءة المثالية في المنزل وغرف الرضع

البحوث الحديثة تؤكد أن أفضل بيئة للطفل هي التي تحاكي الطبيعة: ضوء النهار الساطع في الصباح وإضاءة خافتة دافئة في المساء وظلام تام أثناء النوم، كما يُفضل أن تتجنب الأسر استخدام الأضواء البيضاء أو الزرقاء في غرف الأطفال واستبدالها بمصابيح صفراء أو كهرمانية أكثر ملاءمة لإفراز الميلاتونين، إضافة إلى ذلك توصي الدراسات بتطبيق نفس النظام داخل وحدات العناية بالمواليد في المستشفيات لتحسين نمو الرضع ونمط نومهم.