في خطوة واعدة قد تُحدث تحولًا في متابعة الحمل طورت شركة التكنولوجيا الحيوية Mirvie اختبار دم جديد يحمل اسم Encompass يهدف إلى التنبؤ المبكر بخطر الإصابة بـمقدمات تسمم الحمل (Preeclampsia)، وهي حالة قد تتسبب في مضاعفات خطيرة للأم والجنين.
رغم أن الأطباء يعتمدون حاليًا على مراقبة ضغط الدم وتحليل البول لتشخيص الحالة فإن هذا لا يحدث عادة إلا بعد ظهور الأعراض، أما الآن فيمنح اختبار Encompass فرصة للتدخل الوقائي المبكر وهو ما يُعد تطورًا مهمًا في مجال صحة الأم والجنين.
الكشف المبكر لتسمم الحمل
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO) تتسبب مقدمات تسمم الحمل وتسمم الحمل (المرحلة المتقدمة التي تشمل نوبات تشنج) في نحو 14% من وفيات الأمهات سنويًا حول العالم، وتتطور الحالة عادة بعد الأسبوع العشرين من الحمل وقد تؤدي إلى مضاعفات تشمل نقص الأكسجين الواصل للجنين وتلف الكبد والكلى ونوبات الصرع وأحيانًا السكتة الدماغية.
العوامل التي تزيد من احتمال الإصابة تشمل: ارتفاع ضغط الدم المزمن وأمراض الكلى السكري وأمراض المناعة الذاتية والحمل بتوأم أو وجود تاريخ سابق للإصابة، كما يُعد الحمل الأول والتلقيح الصناعي وتأخر الحمل لأكثر من 10 سنوات من عوامل الخطورة المتوسطة بالإضافة إلى عوامل ديموغرافية كالعمر فوق 35 عامًا أو الانتماء لبيئة منخفضة الدخل.
يعتمد اختبار Encompass على تحليل الحمض النووي الريبي (RNA) والذي ينقل التعليمات من الحمض النووي لتصنيع البروتينات، يجرى الاختبار بين الأسبوعين 18 و22 من الحمل ويتم عبر زيارة أخصائي لمكان إقامة الحامل لسحب العينة.
بحسب دراسة أجرتها الشركة على نحو 11,000 حالة حمل، نجح الاختبار في التنبؤ بتسع من أصل عشر حالات تطورت لاحقًا إلى مقدمات تسمم الحمل، بينما أظهرت النساء المصنفات ضمن "منخفضة الخطورة" احتمالًا بنسبة 99.7% لعدم الإصابة حتى الولادة.
كيف يعمل اختبار Encompass؟
قالت الدكتورة ترانه شيرازيان، طبيبة أمراض نساء وتوليد في NYU Langone Health: "أي اختبار يمكنه تصنيف المرضى حسب الخطورة يمثل أداة وقائية مهمة"، إلا أن بعض الأطباء، مثل الدكتور إران بورنشتاين، من Northwell Lenox Hill Hospital، أشار إلى أن النساء يخضعن أصلًا لمتابعة ضغط الدم والبول طوال فترة الحمل سواء كن ضمن الفئة عالية أو منخفضة الخطورة.
كما أكد الدكتور مايكل كارسون، أستاذ الطب في Hackensack Meridian School of Medicine، أن "الاختبار لا يعني أن الخطر أصبح معدومًا لا تزال المتابعة الروتينية ضرورية".
الاختبار لا يعني أن الخطر أصبح معدومًا لا تزال المتابعة الروتينية ضرورية
الاختبار حاليًا متاح فقط للحوامل اللواتي سيبلغن 35 عامًا أو أكثر عند الولادة ولا يعانين من أمراض مزمنة أو تاريخ سابق للإصابة بمقدمات تسمم الحمل.
إذا كشفت نتائج المتابعة أو اختبار Encompass عن خطر مرتفع يوصي الأطباء عادةً بتناول جرعات منخفضة من الأسبرين بين الأسبوعين 12 و28 من الحمل، كما يتم تحويل المريضة إلى أخصائي طب الأم والجنين لإجراء متابعة دقيقة تشمل قياسات ضغط الدم اليومية وقد تُوصى بولادة مبكرة عند الضرورة.