في السنوات الأخيرة أصبحت الولادة القيصرية خيارًا شائعًا بين النساء حول العالم إما لأسباب طبية أو بطلب شخصي، لكن رغم سهولتها النسبية مقارنة بالولادة الطبيعية تشير أبحاث جديدة إلى أن تكرار القيصرية قد لا يكون آمنًا على المدى الطويل خصوصًا عندما يتعلق الأمر بصحة المشيمة في الحمل التالي.
أحد أخطر هذه المشكلات هو اضطراب يُعرف باسم "طيف المشيمة الملتصقة" (Placenta Accreta Spectrum - PAS)، حيث تلتصق المشيمة بجدار الرحم بشكل أعمق من الطبيعي مما يزيد من خطر النزيف الشديد أثناء الولادة وقد يستدعي استئصال الرحم في بعض الحالات.
هذا الاضطراب غالبًا ما يرتبط بوجود مشيمة أمامية أو منخفضة في الرحم وهما حالتان تزدادان مع تكرار الولادات القيصرية بسبب التغيرات التي تطرأ على نسيج الرحم في موضع الجراحة السابقة.
التصاق المشيمة بجدار الرحم قد يؤدي لاستئصاله
تابعت دراسة نُشرت في مجلة Obstetrics & Gynecology في مايو 2024 تحت عنوان “Contemporary Placenta Accreta Spectrum Disorder Incidence and Risk Factors”، أكثر من 44 ألف سيدة خضعن لعمليات ولادة قيصرية في إحدى المؤسسات الطبية الأمريكية بين عامي 2011 و2024.
وكشفت النتائج أن معدل الإصابة باضطرابات المشيمة الملتصقة ارتفع تدريجيًا مع زيادة عدد العمليات القيصرية إذ بلغت النسبة 0.03% بعد أول قيصرية وارتفعت إلى 2.8% بعد 5 عمليات أو أكثر، كما زادت الحاجة إلى نقل الدم أو استئصال الرحم مع كل ولادة جديدة.
موقع المشيمة يزيد الخطر
أوضحت الدراسة أن وجود المشيمة في الجزء الأمامي من الرحم يزيد احتمالية الإصابة بالتصاق المشيمة خاصة عند النساء اللاتي خضعن لعمليات متعددة، فقد وصلت نسبة الإصابة إلى أكثر من 60% لدى النساء اللاتي لديهن مشيمة أمامية منخفضة بعد ثلاث ولادات قيصرية أو أكثر.
يشير الباحثون إلى أن هذه النتائج لا تعني أن الولادة القيصرية خطر دائم لكنها تدعو إلى التفكير بعناية في عدد العمليات القيصرية التي تخضع لها المرأة، كما يؤكدون أهمية التخطيط المسبق للولادة في الحالات المعرضة للخطر ومتابعة وضع المشيمة في المراحل المبكرة من الحمل لتجنب المضاعفات المحتملة.