مع تزايد أمراض كبار السن، تتطلب الحاجة إلى فهم التأثيرات الجانبية المحتملة للأدوية الشائعة التي يتناولها الأشخاص من هذه الفئة العمرية، خاصة تلك التي تُصرف دون وصفة طبية مثل أدوية الحساسية.
وقد سلطت دراسة حديثة الضوء على المخاطر المرتبطة باستخدام مضادات الهيستامين من الجيل الأول، حيث نشرت مجلة "الجمعية الأمريكية لطب الشيخوخة" أن بعض أدوية الحساسية الشائعة، وهي مضادات الهيستامين من الجيل الأول، تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالارتباك، والمشاكل الإدراكية طويلة الأمد لدى كبار السن.
تأثير مضادات الهيستامين
حلل باحثون من جامعة تورنتو، ومستشفى كلية النساء، بيانات 328140 مريضًا، تبلغ أعمارهم 65 عامًا فأكثر، وركزوا خلال الفحص على نوع مضادات الهيستامين، الذي وصفه 755 طبيبًا معالجًا، إذ أظهرت النتائج أن 34.8% من المرضى أصيبوا بالهذيان، وهو حالة مفاجئة من الارتباك، أو فقدان الاتجاه، أو انخفاض الوعي بالبيئة المحيطة، وذلك وفق ما ذكره موقع Medical Dialogues.
كما أن المرضى الذين حصلوا على مضادات الهيستامين من الجيل الأول بشكل متكرر، كانوا أكثر عرضة للإصابة بالهذيان بنسبة 41%، مقارنة بالأشخاص الذين استخدموها بشكل نادر.
أشار الباحثون إلى أن مضادات الهيستامين من الجيل الثاني أو غير المهدئة، والتي تُعد متوفرة على نطاق واسع، أكثر أمانًا بالنسبة لكبار السن، على عكس مضادات الهيستامين المهدئة، التي تُشكل أضرارًا على صحة كبار السن، لذا يجب وصفها بحذر.
كما يُنصح كبار السن بالتحدث إلى الأطباء، قبل استخدام مضادات الهيستامين من الجيل الأول، خاصة وأنه تتوفر بدائل أكثر أمانًا.
نسبة الخرف حول العالم بحلول عام 2050
يؤثر الخرف حاليًا على حوالي 57.4 مليون شخص حول العالم، ومن المتوقع أن يصل العدد إلى أكثر من 152 مليونًا بحلول عام 2050، وتشمل العلامات المبكرة لهذه الحالة فقدان الذاكرة، وصعوبة التحدث أو العثور على الكلمات، إضافة إلى الارتباك، والتغيرات السلوكية.
كما يُعد الهذيان مصدر قلق خطير، لأنه يؤثر على ما يصل إلى نصف المرضى الأكبر سناً في المستشفيات، ويرتبط بمضاعفات مثل الإقامة الطويلة في المستشفى، وزيادة الوفيات، وزيادة خطر الإصابة بمشاكل الذاكرة طويلة المدى، بما في ذلك الخرف.