هل مكملات الخصوبة فعالة ضد العقم عند الرجال؟

في خضمّ سعي كثير من الأشخاص لإنجاب الأطفال، يتوجّه العديد من الرجال نحو المكملات الغذائية التي تُعدّ بتحسين الخصوبة لكن الواقع العلمي أكثر تعقيداً مما يُروّج.

بحسب تحليل علمي منهجي نُشر في مجلة Nutrients، الذي شمل تجاربًا عشوائية حتى مايو 2024 تبين أن الأدلة لا تدعم فعالية مكملات عديدة في تحقيق الحمل أو ولادة جنين حي.

التحليل استعرض 50 تجربة من أصل نحو 1373 ورقة، وخلص إلى أنه لا توجد دلائل مقنعة على أن أي مكمل غذائي يحسّن العقم عند الرجال".

العلاج الهرموني يحسن من الخصوبة عند الرجلالخصوبة عند الرجل

ما الذي تقيسه الدراسات؟

ركزت الدراسة على نتائج رئيسية: الحمل وولادة جنين حي وعلى نتائج ثانوية مثل تركيز الحيوانات المنوية وحركتها وشكلها وتفكك الحمض النووي بها، وقد تبين أن بعض المكونات مثل الزنك والكارنيتين والـ CoQ10 والسيلينيوم قد تحسِّن مؤشّراً واحداً أو اثنين من هذه المعايير لكن لم يكن هناك تحسين موثوق لمعدلات الحمل أو الولادة.

لماذا يركّز الرجال على المكملات؟

يُقدّر أن حوالي بين 40-50% من حالات العقم لدى الرجال ترتبط بعوامل نمط حياة أو مجهولة السبب، وهذا يدفع الكثيرين إلى البحث عن حلول سريعة عبر الإنترنت أو في الصيدليات، لكن كما يقول الباحثون: المشكلة أنّ هذه المكملات تُباع دون رقابة صارمة مثل الأدوية.

ما هي المكونات التي أظهرت بعض التأثير؟

1-الزنك: أظهرت بعض التجارب تحسّنًا في تركيز الحيوانات المنوية.

2- إل-كارنيتين وCoQ10: قد يحسّنان حركة الحيوانات المنوية.

3-السيلينيوم: ارتبط بتحسينات شكل الحيوانات المنوية.

مع ذلك، يقول التحليل: "حتى هذه التحسينات محدودة ومقتصرة على معايير معينة وتفتقر إلى أدلة على نجاح الحمل أو الولادة".

نافذة الخصوبةمكملات أظهرت تأثير على خصوبة الرجال

هل هناك مخاطر؟

نعم وقد لا تكون المكملات طبيعية كما يُعتقد، فالإفراط في بعض العناصر الغذائية قد يؤدي إلى مشاكل مثل زيادة مستويات الزنك  أو الحديد أو فيتامين C وتؤثر سلبًا على الجهاز الهضمي أو الكلى.

وفي حالة مضادات الأكسدة إذا كانت الجرعة كبيرة قد تحدث ما يُعرف بـ"الإجهاد الاختزالي" (Reductive Stress) ويضرّ بالحيوانات المنوية بدل أن يساعدها.

ماذا يعني هذا للرجل الذي يفكّر في المكملات؟

من المهم أن يبدأ بتشخيص طبي دقيق لأسباب العقم بدلاً من الاعتماد على المكملات بشكل عشوائي، فالدراسة تشير إلى أن المكملات ليست "حلًا سحريًا" وإن استُخدمت فالأفضل أن تكون بالتزامن مع تغييرات في نمط الحياة مثل تحسين النظام الغذائي والتمارين الرياضية وتقليل التدخين ومتابعة طبية دقيقة.