نظام غذائي يجعل 600 مليون شخص بالعالم يعانون من السمنة
مخاطر النظام الغذائي الغربي
في الوقت الذي تتسارع فيه وتيرة التحضر في الدول النامية ينتشر معها نمط الحياة الغربي بما في ذلك النظام الغذائي الغني بالدهون والسكريات والوجبات المصنعة ما يؤدي إلى زيادة معدلات السمنة والأمراض المزمنة على مستوى العالم، وفقًا لباحثين من جامعة منيسوتا الأمريكية.
انتشار النظام الغذائي الغربي
يعتمد ما يُعرف بـ"النظام الغذائي الغربي" على نسب عالية من البروتين الحيواني والدهون المشبعة والسكر والأطعمة المصنعة مقابل قلة تناول الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة.
هذا النمط الذي يرمز إلى الرفاهية والحداثة في المدن الكبرى أصبح الآن سمة شائعة في الدول النامية خاصة مع ارتفاع مستويات الدخل وانتقال السكان إلى المناطق الحضرية.
ويرى الخبراء أن التحول السريع نحو "النظام الغذائي الغربي" لا يرتبط فقط بتغير العادات الغذائية بل يعكس تبدّلًا في نمط المعيشة ككل حيث أصبح الطعام السريع متاحًا أكثر من الغذاء الطازج ما يجعل الخيارات غير الصحية هي الأسهل والأكثر شيوعًا.
سوء التغذية يؤدي إلى السمنة
النظام الغذائي الغربي يسبب سوء التغذية والسمنة
يقول البروفيسور ديفيد تيلمان، أستاذ علم البيئة في University of Minnesota، إن العالم يشهد نوعًا جديدًا من سوء التغذية إذ لم يعد نقص الطعام هو المشكلة، بل تناول أطعمة تفتقر إلى القيمة الغذائية.
كما أضاف أن هذه الظاهرة تمثل تناقضًا واضحًا مع الصورة التقليدية للمجاعة إذ أصبح الناس يستهلكون كميات كبيرة من السعرات الحرارية دون أن يحصلوا على العناصر الضرورية للنمو والصحة.
ويُرجع الخبراء هذه الظاهرة إلى ارتفاع معدلات التحضر والدخل الفردي ما جعل الأغذية السريعة والمعبأة أكثر جاذبية من الأطعمة الطازجة، وتشير التقديرات إلى أن 70% من سكان العالم سيعيشون في المدن بحلول عام 2050 مما سيزيد من الاعتماد على الأطعمة الجاهزة والمستوردة.
عواقب صحية عالمية
يرتبط النظام الغذائي الغربي بعدد من المشكلات الصحية الخطيرة، أبرزها:
1-زيادة خطر الإصابة بالسكري
2-ارتفاع معدلات السمنة وأمراض القلب
3-أورام الجهاز الهضمي وضعف المناعة
4- الالتهابات المزمنة واضطرابات الجهاز الهضمي
وتشير بيانات منظمة الصحة العالمية أن نحو 600 مليون بالغ حول العالم يعانون من السمنة، بينما تجاوز عدد من يعانون من زيادة الوزن 1.9 مليار شخص، كما ارتفع عدد المصابين بالسكري إلى 374 مليون حالة خلال السنوات الأخيرة وهي أرقام تعكس حجم التأثير العالمي للنظام الغذائي الغربي.
اللحوم المصنعة وتأثيرها على الصحة
تأثير الوجبات السريعة على الصحة
مع سهولة الحصول على الوجبات السريعة تراجعت أهمية الزراعة المحلية والمكونات الطبيعية ففي كثير من المدن الكبرى أصبح شراء وجبة جاهزة أسرع وأرخص من إعداد طعام منزلي متوازن، لكن هذه الراحة اليومية تأتي بثمن صحي باهظ إذ يدفع العالم اليوم ثمن التحول نحو "الغذاء السريع" في صورة أمراض مزمنة وأعباء صحية متزايدة على الأنظمة الطبية.
ورغم أن الحلول الجذرية تتطلب تغييرات سياسية وتنظيمية على مستوى الدول إلا أن الخبراء يشددون على أن المواجهة الحقيقية تبدأ من الاختيارات الفردية فالتحكم في نوعية الغذاء هو الخطوة الأولى نحو إبطاء هذا الاتجاه العالمي المقلق.
