في كل يوم نمشي إلى أماكن متعددة، الشارع والجامعة والسوق، ونعود إلى المنزل حاملين معنا الكثير من الأوساخ والميكروبات، ولكن ما علاقة الحذاء بهذه الرحلة الميكروبية؟ يبرز في الأبحاث العلمية أن نعل الحذاء قد يكون ناقلًا هامًا للبكتيريا والجراثيم الضارة إلى داخل المنزل، هذه الحقيقة البسيطة تفتح بابًا لحلول واقية من أهمّها فكرة ترك الحذاء عند المدخل.
تشير مراجعة علمية استقصائية إلى أن نعل الحذاء غالبًا ما يحتوي على مسبّبات عدوى محتملة مثل Methicillin-resistant Staphylococcus aureus (MRSA) وClostridium difficile وأنواع جراثيم متعددة مقاومة لدى العاملين في مجال الرعاية الصحية أو في المجتمع.
إضافة إلى ذلك، في مراجعة منهجية بعنوان “Shoe soles as a potential vector for pathogen transmission” نُشرت في Journal of Applied Microbiology، وجد الباحثون أن 13 دراسة تدعم دور نعل الحذاء كناقل محتمل للميكروبات وإن استراتيجيات التعقيم لم تُعد بعد بشكل فعّال موثوق لجميع الحالات.
وقد وجدت المراجعة أن درجة الحرارة والرطوبة داخل الحذاء تساهم في نمو الميكروبات، فقد بيّن بحث عن بيئة الحذاء الدقيقة (microclimate) أن الرطوبة النسبية داخل الحذاء قد تصل إلى 96–100 ٪ ما يُهيّئ بيئة مناسبة لتكاثر البكتيريا والفطريات.
اترك حذاءك عند الباب.. حماية بسيطة من بكتيريا!
من الأرض إلى المنزل: كيف تنتقل الجراثيم؟
عند المشي داخل المنزل بنعل الحذاء تنتقل الجراثيم من الأرض إلى الأرضيات والسجاد أو حتى الأثاث القريب، هناك أيضًا أدلة على أن بعض الجراثيم قد تنتقل من الحذاء إلى الأسطح العالية اللمس عبر ما يُعرف بعمليات "إعادة الانتشار" (re-dispersion).
وفي السياق العامّ، تشير بعض الدراسات إلى أن نحو 95٪ من الأحذية قد تكون محمّلة ببكتيريا مرتبطة بالبراز بما في ذلك E. coli في ثلث العينات تقريبًا.
تقليل التلوّث داخل المنزل: استخدام ممسحات ومناشف وأرضيات نظيفة يكون أكثر فاعلية إذا لم تُدخل الجراثيم أولًا من نعل الحذاء.
حماية للأشخاص المعرضين: كبار السن وذوي المناعة المنخفضة ومرضى الجلد أو القدم قد يكونون أكثر عرضة للإصابة إذا وصلت الممرضات إلى الجروح أو الشقوق.
خفض عبء التنظيف: عند تقليل كمية الجراثيم الداخلة تقل الحاجة للتطهير المكثّف للأسطح.
الحساسية والمواد الملوثة الكيميائية: ليس فقط الجراثيم بل يُمكن أن تحمل الأحذية مواد مثل المبيدات أو معادن ثقيلة وأتربة قد تؤثر في الأشخاص المصابين بالحساسية أو الأطفال الذين يلامسون الأرضيات بشكل مباشر.
ترك الحذاء أمام المنزل
على الرغم من الأدلة التي تشير إلى تلوّث الأحذية ودورها في انتشار الميكروبات فإن الربط المباشر بين ارتداء الأحذية داخل المنزل وحدوث العدوى لم يُثبَت بشكل قاطع في العديد من الدراسات، كما أن بعض استراتيجيات التعقيم المقترحة لنعل الحذاء لم تُظهر فاعلية ثابتة عبر جميع أنواع الأسطح أو الميكروبات.
في دراسة حول تطهير الأحذية باستخدام الحرارة والرطوبة وُجد أنّ التسخين المبلل (wet heating) لساعة عند 60 °C قد يقلّل عدد البكتيريا ويقضى على بعضها لكنّ عملية التعقيم الكلي للقماش والجزء الداخلي للحذاء تبقى صعبة.
أيضًا، بعض الدراسات في المستشفيات وجدت أن استخدام أغطية للأحذية (overshoes) أو أحذية مخصصة لا يعطي فارقًا كبيرًا في العدوى المضمونة عند التقييمات الوبائية.
تخصيص منطقة عند المدخل لإزالة الحذاء ويفضّل استخدام ممسحة داخلية وخارجية.
تشجيع ارتداء شباشب داخل المنزل لتكون الأسطح الملامسة نظيفة.
تنظيف الأحذية بانتظام باستخدام الغسيل أو مواد مطهّرة ملائمة خاصة عندما تُستخدم في أماكن عامة.
تهوية وتجفيف الأحذية جيدًا لتقليص الرطوبة التي تهيّئ لنمو الميكروبات.
تنظيف الأرضيات بطرق فعّالة كالمسح الرطب أو استخدام مطهّرات معقولة.
في البيئات الحساسة كالمستشفيات أو المنازل التي تضم مرضى يمكن اعتماد سياسات تمنع دخول الأحذية إلى المناطق الداخلية إلى أقصى حدّ ممكن.