تغيير التوقيت بين الصيف والشتاء، ليس مجرد تبديل لساعة الحائط، بل هو حدث يؤثر في إيقاع الحياة البيولوجية، إذ ترتبط هذه التحولات الزمنية باضطراب النوم، وتغير المزاج، وازدياد بعض المخاطر الصحية، مما يجعل تأثيرها يمتد إلى الصحة بشكل عام.
أشار العلماء إلى وجود علاقة بين تأخير التوقيت في الخريف، وزيادة احتمالات الإصابة بنوبات الاكتئاب، أما في حالة العمل بالتوقيت الصيفي، يرتبط تقديم التوقيت بزيادة معدلات النوبات القلبية، والسكتات الدماغية، والحوادث المرورية، بحسب ما ذكرته شبكة BBC.
تشير بعض الدراسات إلى وجود ارتباط بين تأخير عقارب الساعة في الخريف، وزيادة احتمالية الإصابة بنوبات الاكتئاب، واستطاع باحثون دنماركيون تحليل بيانات السجل المركزي للأبحاث النفسية في الدنمارك، خلال الفترة من 1995 إلى 2012، وتبين لهم أنه 10 عشرة أسابيع بعد تعديل التوقيت، ارتفع معدل الإصابة بنوبات الاكتئاب الشديدة بنسبة 11%.
تأخير الساعة يؤدي إلى الاكتئاب
خلصت دراسة نُشرت عام 2020 إلى أن العمل بالتوقيت الصيفي، يُفاقم اضطرابات الحالة النفسية، والاكتئاب، والقلق، وتعاطي المخدرات، والكحول.
كما أظهرت بيانات في الولايات المتحدة ارتفاعًا، في معدلات الحوادث المرورية المميتة خلال الأسابيع اللاحقة للعمل بالتوقيت الصيفي، ويُشير ذلك إلى أن تقديم التوقيت يزيد من خطر وقوع الحوادث المميتة بنسبة 6%، وهو ما أرجعه الباحثون إلى تأثير فقدان ساعة كاملة من النوم على الأشخاص.
يُؤثر تقديم التوقيت على الصحة، لأن التغيير يُحدث اضطراباً في الساعة البيولوجية للجسم، وهي نظام داخلي يعمل على مدار 24 ساعة، ويحدد الوقت المناسب للنوم، والاستيقاظ لكل فرد، لذا فالإشارة الأساسية التي يعتمد عليها المخ لمزامنة ساعته البيولوجية الداخلية هي ضوء الشمس، ففي الليل، يؤدي انخفاض مستوى الضوء إلى تحفيز الغدة الصنوبرية لإنتاج الميلاتونين، الذي ينبه الجسم فيشعر بالنعاس، وعلى العكس، مع إشراق ضوء الصباح، يتوقف المخ عن إنتاج الميلاتونين ويبدأ إفراز الكورتيزول، الذي يهيئ الجسم لحالة الاستيقاظ من النوم.
الحرمان من النوم
وتكمن المشكلة في تقديم عقارب الساعة خلال فصل الربيع، في أن ضوء الشمس مع حلول المساء يطول، بالنسبة لموعد النوم، وهذا يعرقل إنتاج الميلاتونين، مما يصعب عملية النوم، كما أن الظلام يدفع الناس إلى النهوض قبل أن تتاح لهم فرصة الاستيقاظ بطريقة طبيعية، لذا فإن فقدان ساعة واحدة من النوم، قد يترتب عليه حدوث أثر تراكمي، يتمثل في الحرمان من النوم، مما يؤدي إلى زيادة تشتت ساعات النوم على مدار الأسبوع التالي.