التثاؤب ظاهرة طبيعية يمر بها جميع البشر، وغالبًا ما ترتبط بالتعب أو الملل، إلا أن بعض الأشخاص يعانون من التثاؤب المرضي أو المفرط، الذي يحدث بوتيرة أعلى من المعتاد، ويستمر لفترات طويلة دون سبب واضح، مما يُشير إلى مشاكل في الجهاز العصبي، ويتطلب الكشف المُبكر.
يتثاءب الأشخاص بمعدلات مختلفة جدًا، ولا تُوجد تجارب أو دراسات محددة، تُعطي رقمًا دقيقًا للتثاوب الذي يُعتبر مُفرطًا، وبالرغم من ذلك عُرف التثاؤب المرضي بأنه 3 تثاؤبات كل 15 دقيقة، بحسب صحيفة Times of India.
التثاوب قد يشير إلى حدوث سكتة دماغية
يرتبط التثاؤب المفرط بحالات خطيرة في الدماغ، بما في ذلك الصرع، والسكتة الدماغية، وآفات الدماغ، وفي إحدى الحالات الموثقة، كشفت تسجيلات تخطيط كهربية الدماغ، أن نوبات التثاؤب المتكررة كانت في الواقع جزءًا من نوبات الفص الجبهي، وبرغم ذلك فإن التثاؤب وحده لا يعد دليلاً على وجود اضطراب في الدماغ، إلا أنه عندما يقترن بأعراض أخرى، مثل الدوخة، أو الضعف، أو التغيرات المعرفية، فيتطلب الأمر الذهاب إلى الطبيب.
يعكس التثاؤب نشاط الجهاز العصبي اللاإرادي، الذي يتحكم في وظائف الجسم اللاإرادية، مثل معدل ضربات القلب، والهضم، وضغط الدم، لذا يُشير التثاؤب المفرط إلى اختلال التوازن بين الجهازين الودي واللاودي، لذا فهو بمثابة تحذير خفي بأن نظام التحكم التلقائي في الجسم، لا يعمل بشكل مثالي.
يُعد التثاؤب العرضي أمر طبيعي، إذ يُساعد على تنظيم درجة حرارة الدماغ، عن طريق زيادة تدفق الدم، ودخول هواء أبرد عبر الشهيق العميق، إلا أن التثاؤب المتكرر أو الذي لا يمكن السيطرة عليه، قد يشير إلى أن الدماغ يكافح، للحفاظ على درجة الحرارة المثالية.
ارتبط التثاؤب المفرط لدى مرضى بعض أنواع السكتات الدماغية، بإصابات في مناطق الدماغ، المسؤولة عن تنظيم درجة الحرارة.
التثاؤب يؤثر على الحالة المزاجية
يتأثر التثاؤب بالمواد الكيميائية في الدماغ، والتغيرات الأيضية، لذا فإن التثاؤب يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالدوبامين، وهو ناقل عصبي يُنظم المزاج، والدافعية، والحركة.