أظهرت دراسة علمية حديثة أن التوتر لا يؤثر فقط على صحة الإنسان الجسدية والنفسية بل يمكن أن ينعكس أيضاً على جاذبيته في نظر الآخرين، وتشير النتائج إلى أن الرجال الذين يعانون من مستويات مرتفعة من التوتر قد يُنظر إليهم على أنهم أقل جاذبية مقارنةً بأولئك الأكثر هدوءاً وقدرة على التعامل مع الضغوط.
هرمون التوتر يفقد الرجال جاذبيتهم
قادت الدراسة الباحثة فيونا مور، المتخصصة في علم النفس السلوكي بجامعة University of Abertay Dundee، حيث قامت بتحليل مستويات الكورتيزول -وهو الهرمون الذي يفرزه الجسم عند الشعور بالتوتر- في عينات من لعاب مجموعة من الرجال ثم قارنت هذه المستويات بتقديرات آخرين لجاذبيتهم ومظهرهم الصحي.
وأظهرت النتائج أن الرجال الذين لديهم مستويات مرتفعة من الكورتيزول وُصِفوا بأنهم أقل جاذبية وأقل صحة مقارنةً بأقرانهم ذوي المستويات المنخفضة، وفسرت الدراسة ذلك بأن التوتر المزمن ينعكس سلبًا على المظهر الجسدي، كما أنه يعيق نمو العضلات ويؤثر في توازن الهرمونات الأخرى مثل التستوستيرون الذي يلعب دوراً في المظهر الذكوري والجاذبية.
على الرغم من السمعة السيئة لهرمون الكورتيزول تشير الباحثة إلى أنه في الجرعات القصيرة والمواقف الطارئة يمكن أن يساعد الإنسان على الأداء تحت الضغط، لكن استمرار إفراز هذا الهرمون لفترات طويلة يؤدي إلى مشكلات صحية مثل ضعف المناعة وزيادة الدهون في منطقة البطن وانخفاض الطاقة الجسدية.
توضح الدراسة أن الرجال الذين يتمتعون بقدرة عالية على ضبط النفس في المواقف المجهدة يُنظر إليهم على أنهم أكثر جاذبية.
وتقول "مور" إن القدرة على التعامل مع التوتر بهدوء تشير إلى قوة البنية الجينية وتُعد مؤشراً على ملاءمة الرجل كزوج محتمل، وعلى احتمالية توريثه لجينات جيدة لأطفاله.
التحكم في التوتر يزيد الجاذبية
لكن الأمر لا يتوقف عند الكورتيزول وحده، فقد وجدت "مور" أن التوازن بين مستويي الكورتيزول والتستوستيرون هو ما يحدد مدى الجاذبية في النهاية، إذ كان الرجال ذوو المستويات المتقاربة من الهرمونين أكثر جاذبية من أولئك الذين يمتلكون توازناً مختلاً بينهما.
تشير هذه النتائج إلى أن الجاذبية ليست مسألة مظهر فقط بل تتأثر أيضاً بالحالة النفسية والتوازن الهرموني، لذا ينصح الخبراء بأخذ فترات راحة منتظمة وتجنب الإرهاق المزمن وممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو قضاء الوقت في الطبيعة، فربما يكون الطريق إلى الجاذبية الحقيقية هو ببساطة "الهدوء".