تروّج الإعلانات الطبية لفكرة أن حبة دواء واحدة قادرة على استعادة النشاط الجنسي لدى الرجال خصوصاً لمن يعانون من ضعف الانتصاب أو انخفاض الرغبة الجنسية، لكن رغم أن أدوية ضعف الانتصاب فعّالة لكثير من الرجال فإنها ليست الخيار الأمثل للجميع خاصة لمن يعانون من ارتفاع أو انخفاض ضغط الدم أو مشكلات صحية مزمنة.
ولهؤلاء، يقدم خبراء Harvard Health مجموعة من الطرق الطبيعية المدعومة بالأبحاث لتحسين الصحة الجنسية مع فوائد تمتد إلى تعزيز اللياقة العامة وجودة الحياة اليومية.
يُعدّ النشاط البدني المنتظم أحد أكثر الوسائل فاعلية لتحسين الأداء الجنسي، فقد وجدت دراسة شملت أكثر من 32 ألف رجل تتراوح أعمارهم بين 53 و90 عاماً أن ممارسة الرياضة القوية مثل الجري ثلاث ساعات أسبوعياً أو لعب التنس خمس ساعات أسبوعياً تقلل خطر ضعف الانتصاب بنسبة 30%.
ولا يشترط نوع محدد من التمارين؛ فحتى المشي المنتظم يمكن أن يُحدث فرقاً ملحوظاً طالما استمر الرجل في الحركة اليومية.
تشير نتائج Massachusetts Male Aging Study إلى أن النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والأسماك يقلل من احتمال الإصابة بضعف الانتصاب، بينما يؤدي الإفراط في اللحوم الحمراء والمعالجة إلى نتائج عكسية.
كما يُنصح بالاهتمام بفيتامين B12 الموجود في الأسماك واللحوم ومنتجات الألبان إذ إن نقصه المزمن قد يؤثر في الأعصاب المسؤولة عن الإحساس وتدفق الدم.
أما فيتامين D الموجود في الحليب المدعّم والبيض والتونة فله دور مهم أيضاً إذ أظهرت دراسة نُشرت في Atherosclerosis أن الرجال الذين يعانون من نقصه تزيد لديهم احتمالية ضعف الانتصاب بنسبة 30%.
يُعدّ ضعف الأوعية الدموية من أهم الأسباب المؤثرة في الأداء الجنسي لذا يجب متابعة مستويات ضغط الدم والسكر والكوليسترول الضار (LDL) والدهون الثلاثية مع الحرص على رفع الكوليسترول الجيد (HDL).
فالصحة الوعائية الجيدة تنعكس مباشرة على القلب والدماغ والعضو الذكري، ويُفضل إجراء فحوصات دورية لتحديد ما إذا كان الجسم بحاجة إلى تعديلات في نمط الحياة أو علاج دوائي.
محيط الخصر مؤشّر بسيط لكنه مهم فالرجل الذي يبلغ محيط خصره 42 بوصة يكون أكثر عرضة بنسبة 50% للإصابة بضعف الانتصاب مقارنة بآخر يبلغ خصره 32 بوصة فقط، فالحفاظ على الوزن المثالي لا يحسن المظهر فحسب بل يدعم تدفق الدم ويقلل الالتهابات التي تؤثر في الأداء الجنسي.
السمنة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بضعف الانتصاب إذ ترفع خطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية والسكري وتؤثر على توازن الهرمونات الذكرية، وفقدان الوزن لا يحسّن فقط تدفق الدم بل يساعد أيضاً في ضبط مستويات الهرمونات وتعزيز الطاقة العامة، كما أن خسارة الوزن تساهم في تحسين المؤشرات السابقة مثل ضغط الدم ومحيط الخصر.
خسارة الوزن الزائد
قد يبدو الأمر غير متوقع لكن دراسة نُشرت في The Journal of Sexual Medicine وجدت علاقة بين أمراض اللثة وضعف الانتصاب.
فالالتهابات المزمنة في اللثة يمكن أن تضر بالخلايا المبطّنة للأوعية الدموية ما ينعكس سلبًا على تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية بما في ذلك العضو الذكري، الحفاظ على نظافة الفم وزيارة طبيب الأسنان بانتظام خطوة بسيطة لكنها فعالة لدعم الصحة الجنسية والعامة في آن واحد.