كشفت دراسة عُرضت في الاجتماع السنوي للجمعية الأوروبية لدراسة السكري (European Association for the Study of Diabetes)، أن استخدام اللاصقات الجلدية للعلاج الهرموني البديل (HRT) يُعد أكثر أماناً من الأقراص بالنسبة للنساء المصابات بالسكري من النوع الثاني خاصة فيما يتعلق بالمخاطر القلبية والوعائية.
قاد الدراسة الدكتور ماثيو أنسون (Matthew Anson) من جامعة ليفربول في المملكة المتحدة بالتعاون مع فريق من الباحثين حيث اعتمدوا على بيانات السجلات الصحية الإلكترونية من قاعدة بيانات TriNetX، شملت التحليلات 3 مجموعات ضمت نحو 24,986 امرأة في منتصف العمر تمت متابعتهم لقياس تأثير العلاج الهرموني البديل على مخاطر القلب وبعض أنواع الأورام المرتبطة بالهرمونات.
بيانات وتحليل واسع النطاق
أظهرت النتائج أن النساء المصابات بالسكري اللاتي استخدمن اللاصقات الجلدية للعلاج الهرموني (transdermal HRT) واجهن زيادة في مخاطر الإصابة بجلطات الأوردة العميقة (DVT) وأمراض القلب الإقفارية والسكتة الدماغية مقارنة بالنساء غير المصابات بالسكري اللواتي استخدمن العلاج نفسه، ومع ذلك لم تُسجل فروق ملحوظة في معدلات الإصابة بأورام الثدي أو المبيض أو بطانة الرحم.
في المقابل، أوضحت النتائج أن النساء المصابات بالسكري اللواتي استخدمن اللاصقات الهرمونية مقارنة بغير المستخدمين كان لديهن انخفاض ملحوظ في خطر الإصابة بأمراض القلب الإقفارية، أما عند مقارنة العلاج الهرموني عبر الأقراص بالفورم اللاصق لدى المريضات بالسكري فقد تبين أن الأقراص ارتبطت بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب الإقفارية والانسداد الرئوي بينما لم تُظهر اختلافات واضحة في بقية النتائج الصحية.
أكد الدكتور أنسون أن نتائج الدراسة تشير إلى أن استخدام اللاصقات الجلدية بجرعات معتمدة ولفترة تصل إلى خمس سنوات يعد خياراً آمناً للنساء في منتصف العمر المصابات بالسكري من النوع الثاني.
وأضاف: "للمخاطر المتزايدة المرتبطة باستخدام العلاج الهرموني البديل عن طريق الفم فإننا نقترح عدم وصف العلاج بالإستروجين الفموي لهؤلاء النساء".
التوصيات الطبية
تشير هذه الدراسة إلى أن اختيار الشكل الدوائي المناسب للعلاج الهرموني يمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً في تقليل المخاطر القلبية خاصة عند فئة أكثر عرضة لهذه الأمراض مثل مريضات السكري من النوع الثاني، كما تُبرز أهمية الاستعانة ببدائل أكثر أماناً مثل اللاصقات الجلدية والتي توفر استفادة علاجية مع تقليل احتمالات التعرض لمضاعفات خطيرة.