نشرت مجلة Anesthesiology دراسة حديثة تشير إلى أن التخدير المستنشق باستخدام مادة سيفوفلوران سواء أُعطي بمفرده أو مع أدوية إضافية مثل ديكسمديتوميدين وريميفنتانيل لا يسبب آثاراً سلبية على النمو العصبي للـ أطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين عند خضوعهم للجراحة.
أجرى فريق من مستشفى جامعة سيول الوطني في كوريا الجنوبية، بقيادة الدكتور سانغ-هوان جي، تجربة سريرية مستقبلية مزدوجة التعمية وعشوائية على أطفال تقل أعمارهم عن عامين خضعوا لجراحات غير متكررة وغير متسلسلة.
تفاصيل الدراسة السريرية
تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين:
المجموعة الأولى (DEX-R): 176 طفلاً تلقوا ديكسمديتوميدين وريميفنتانيل كأدوية مساعدة مع سيفوفلوران.
المجموعة الثانية (المجموعة الضابطة): 169 طفلاً تلقوا سيفوفلوران فقط.
تم تقييم النمو العصبي للأطفال في عمر يتراوح بين 28 و30 شهراً باستخدام مقياس Korean Leiter International Performance Scale واستمارة Child Behavior Checklist.
أظهرت النتائج عدم وجود فرق في متوسط مدة التخدير بين المجموعتين، ومع ذلك لوحظ أن تركيز سيفوفلوران النهائي في الزفير كان أقل بشكل ملحوظ في مجموعة DEX-R (1.8% مقابل 2.6%، P < 0.001).
أما بالنسبة للقدرات المعرفية فقد كان متوسط معدل الذكاء الكامل (IQ) متقاربًا بين المجموعتين (102.5 ± 11.5 في مجموعة DEX-R و103.6 ± 11.5 في المجموعة الضابطة، P = 0.442)، كما لم تظهر استمارة تقييم السلوك أي فروق ذات دلالة إحصائية بين المجموعتين.
الدلالة الإكلينيكية
كتب الباحثون في الدراسة أن هذه النتائج تدعم الأدلة العلمية الحالية التي تشير إلى أن التعرض القصير للتخدير لا يؤدي غالباً إلى تأثيرات سلبية مهمة على النمو العصبي لدى الأطفال.
تمنح هذه النتائج الطمأنينة للأطباء وأولياء الأمور بأن التخدير قصير المدة عند الضرورة يعتبر آمناً نسبياً على تطور دماغ الطفل، كما أنها تفتح المجال لمزيد من الدراسات التي قد تبحث تأثير فترات التخدير الأطول أو الجراحات المتكررة على المدى البعيد.