اختبار دم يتنبأ بأورام الرأس والعنق قبل 10 سنوات من ظهورها

كشفت دراسة حديثة نُشرت في Journal of the National Cancer Institute عن تطوير اختبار دم جديد قادر على الكشف عن أورام الرأس والعنق المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV) قبل ظهور الأعراض بما يصل إلى 10 سنوات.

اختبار دم جديد يكشف الأورام قبل ظهور الأعراض

الاختبار الذي يحمل اسم HPV-DeepSeek يعتمد على رصد أجزاء دقيقة من الحمض النووي لفيروس HPV التي تنفصل عن الورم وتدخل مجرى الدم.

وقال الدكتور دانيال فادن، الباحث الرئيسي في الدراسة وجراح أورام الرأس والعنق في مستشفى Mass Eye and Ear في بوسطن: "تُظهر دراستنا لأول مرة إمكانية الكشف بدقة عن الأورام المرتبطة بفيروس HPV لدى أشخاص لا يعانون من أي أعراض وذلك قبل سنوات طويلة من التشخيص الإكلينيكي".

أهمية الاختبار في تحسين فرص العلاج

تصيب أورام الرأس والعنق المرتبطة بفيروس HPV الفم والحنجرة والجيوب الأنفية والغدد اللعابية، ووفقاً لـ National Cancer Institute فإن غياب فحص روتيني لهذه الأورام يؤدي غالباً إلى اكتشافها في مراحل متقدمة بعد أن تكون قد انتشرت إلى مناطق أخرى من الجسم.

اختبار دم جديد يكتشف ألزهايمر مبكراًأهمية الاختبار في تحسين فرص العلاج

وأضاف فادن: "عندما يصل المرضى إلى عياداتنا مصابين بأعراض يحتاجون غالباً إلى علاجات تسبب آثاراً جانبية طويلة الأمد، نأمل أن يتيح لنا اختبار HPV-DeepSeek اكتشاف هذه الأورام في مراحلها الأولى مما قد يحسن فرص الشفاء ونوعية حياة المرضى".

نتائج واعدة ودقة عالية باستخدام الذكاء الاصطناعي

تشير الأبحاث السابقة إلى أن دقة الاختبار قد تصل إلى 99% في تشخيص أورام الرأس والعنق، ولتجربته في ظروف واقعية حلل الباحثون 56 عينة دم منها 28 عينة لأشخاص أصيبوا لاحقًا بأورام مرتبطة بفيروس HPV و28 عينة لأشخاص أصحاء.

تمكن الاختبار من الكشف عن الحمض النووي الفيروسي في 22 من أصل 28 حالة ممن طوروا أورامًا لاحقًا، وأظهر نتائج سلبية صحيحة في جميع عينات المجموعة الضابطة.

وباستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي تمكن الباحثون من رفع دقة الاختبار ليكشف عن 27 من أصل 28 حالة بما في ذلك عينات جُمعت قبل 10 سنوات من التشخيص الإكلينيكي.

ساعة العمر البروتينية.. اختبار دم يتنبأ بـ18 مرضاً مزمناًنتائج واعدة ودقة عالية باستخدام الذكاء الاصطناعي

خطوات مستقبلية قبل الاعتماد السريري

على الرغم من النتائج المشجعة، أوضح الباحثون أن الاختبار يعطي أفضل نتائجه عند تحليل عينات الدم المأخوذة قرب وقت التشخيص، ويعمل الفريق حالياً على دراسة متابعة تشمل مئات العينات بالتعاون مع National Cancer Institute بهدف التحقق من صحة النتائج قبل اعتماد الاختبار بشكل رسمي كأداة للفحص المبكر.