أظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة JAMA Network Open أن النساء اللاتي نجون من ورم عنق الرحم يواجهن خطراً مضاعفاً تقريباً للإصابة بورم الشرج مقارنةً ببقية النساء في المجتمع، وتزداد هذه المخاطر مع التقدم في العمر ومع مرور الوقت منذ انتهاء علاج ورم عنق الرحم، ما يبرز الحاجة إلى تعزيز برامج الفحص الوقائي لهذه الفئة.
يشير الباحثون إلى أن كلا من ورم عنق الرحم وورم الشرج يرتبطان بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) وهو فيروس ينتقل أساساً عبر الاتصال الحميم.
وقال الدكتور أشيش ديشموخ، الباحث الرئيسي المشارك ومدير برنامج الوقاية والسيطرة على الأورام في مركز هولينغز للأورام بجامعة ساوث كارولاينا الطبية: "لطالما عرفنا أن كلا الورمين سببهما فيروس HPV لكن ما لم يكن واضحاً تماماً هو مدى ارتباط هذين المرضين على مدار حياة المرأة".
ورم عنق الرحم وورم الشرج يرتبطان بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري
شملت الدراسة أكثر من 85,000 امرأة في الولايات المتحدة تم تشخيصهن بورم عنق الرحم وتمت متابعتهن على مدى عشرين عاماً لرصد حالات الإصابة بأورام الشرج غير الحميدة لاحقاً.
أظهرت النتائج أن معدلات الإصابة بأورام الشرج غير الحميدة بين الناجيات ارتفعت بمرور الوقت وكانت أعلى بين النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 65 و74 عاماً بعد أكثر من 15 عاماً من تشخيص أورام عنق الرحم.
يرى الباحثون أن هذه المعدلات المرتفعة تؤهل الناجيات من أورام عنق الرحم في هذه الفئة العمرية ليصبحن ضمن الفئات عالية الخطورة التي تستحق فحصاً دورياً للكشف عن سرطان الشرج على غرار الفئات التي يُوصى لها حالياً مثل مرضى نقص المناعة البشرية (HIV) ومتلقي زراعة الأعضاء والنساء اللواتي أُصبن بأورام الفرج سابقاً.
وقال الدكتور هالوك دامغاجي أوغلو، الأستاذ المساعد في الجامعة ذاتها: "دراستنا توضح أن الخطر لا يختفي بمرور الوقت، بل يزداد مع التقدم في العمر".
أوضح الباحثون أن الأورام المرتبطة بفيروس HPV قد تستغرق سنوات أو حتى عقوداً لتظهر أعراضها ما يجعل اكتشافها المبكر صعباً.
وأضاف ديشموخ: "بحلول الوقت الذي تظهر فيه الأعراض يكون الورم غالباً في مرحلة متقدمة ولهذا فإن الفحص المبكر أمر بالغ الأهمية".
أهمية الفحص المبكر
يعمل الفريق البحثي حالياً على وضع توصيات دقيقة لتحديد متى وكم مرة يجب إجراء فحص أورام الشرج للناجيات من أورام عنق الرحم.
وأكد "ديشموخ" إن الموارد الصحية محدودة لكن استخدام البيانات لتحديد الفئات الأكثر عرضة يساعد على تقديم الرعاية للفئات التي تحتاجها بالفعل، أما "دامغاجي أوغلو" فأوضح أن الهدف النهائي هو حماية صحة الناجيات على المدى الطويل ومنع تكرار تجربة مواجهة الأورام.