تشير دراسة حديثة نُشرت في مجلة Acta Psychiatrica Scandinavica إلى وجود فروق كبيرة بين الرجال والنساء في خصائص ومسار مرض الفصام (SZ) والاضطراب ثنائي القطب (BD)، النتائج تحمل رسالة مهمة للرجال: متابعتك الدقيقة لعاداتك الصحية قد تساعد في تحسين جودة حياتك وإدارة المرض بشكل أفضل.
قاد فريق البحث من مستشفى كلينك برشلونة في إسبانيا، برئاسة ماريا سيرا-نافارو، دراسة مقطعية شملت 1,516 شخصاً من بينهم 543 مصاباً باضطراب ثنائي القطب و517 مصاباً بالفصام و456 شخصاً من الأصحاء كمجموعة ضابطة، ركز الباحثون على تحليل التفاعل بين الجنس ونوع التشخيص لتحديد الفروق في العوامل المؤثرة على المرض.
الدراسة وأهميتها
أظهرت النتائج أن تعاطي المخدرات والتدخين أكثر شيوعاً بين الرجال المصابين بالفصام مقارنة بالنساء أو بالمصابين باضطراب ثنائي القطب، هذا السلوك يزيد من حدة الأعراض ويؤثر على مسار العلاج، ما يجعل الإقلاع عن التدخين والابتعاد عن المخدرات خطوة أساسية لأي رجل يريد تحسين حالته الصحية.
أشارت الدراسة إلى أن المصابين بالاضطراب ثنائي القطب أظهروا أداءً وظيفياً ومعرفياً أفضل مقارنة بالمصابين بالفصام، كما حققت النساء أداءً أعلى في اختبارات الذاكرة اللفظية وسرعة الاستجابة الحركية النفسية مقارنة بالرجال، هذه النتائج تدفع الرجال إلى التركيز على تحسين أدائهم المعرفي من خلال المتابعة الطبية والعلاج السلوكي والدعم النفسي.
واحدة من النتائج المهمة هي ارتفاع معدلات اضطرابات الغدة الدرقية بين المصابين باضطرابات نفسية خطيرة سواء رجالاً أو نساءً مقارنة بالأشخاص الأصحاء، بالنسبة للرجال يعني ذلك ضرورة إجراء فحوصات دورية للغدة الدرقية كجزء من خطة المتابعة الطبية.
صحة الغدة الدرقية
أكدت أنابيل مارتينيز-أران، من مستشفى كلينك برشلونة، أن هذه النتائج تدعم ضرورة تصميم خطط علاج تراعي الفروق بين الجنسين، فبالنسبة للرجال يتطلب ذلك متابعة العادات اليومية مثل النوم والنظام الغذائي والتمارين وتقليل الضغوط النفسية إذ يمكن لهذه العوامل أن تؤثر بشكل مباشر على مسار المرض واستجابة الجسم للعلاج.