يُعتبر اختبار مستضد البروستاتا النوعي (PSA) أحد الأدوات الأساسية لاكتشاف ورم البروستاتا، وعندما يظهر الاختبار نتيجة غير طبيعية يلجأ الأطباء عادة إلى الخزعة لتأكيد التشخيص، لكن الخزعات ليست بلا مخاطر فهي إجراءات جراحية تحمل آثاراً جانبية محتملة وغالباً ما تكشف أوراماً منخفضة الدرجة وبطيئة النمو قد لا تحتاج إلى علاج فوري أو أي علاج على الإطلاق.
هذه التحديات دفعت الباحثين إلى البحث عن طرق بديلة تساعد على تجنّب الخزعات غير الضرورية مثل استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي المتخصص (MRI) أو اختبارات الدم المتقدمة مثل Prostate Health Index (PHI).
أورام البروستاتا
في أبريل الماضي، أعلن باحثون من جامعة ميشيغان عن نتائج اختبار جديد يعتمد على عينات البول للكشف عن ورم البروستاتا، الاختبار الذي أُطلق عليه اسم MyProstateScore 2.0 (MPS2) يفحص 18 جيناً مرتبطاً بالأورام عالية الدرجة.
وقال الدكتور أرول شينايان، أستاذ علم الأمراض والمسالك البولية في الجامعة: "إذا كانت نتيجة الاختبار سلبية فهذا يعني تقريباً أنك لا تعاني من ورم بروستاتا عدواني".
بدأ الفريق البحثي بتحليل قواعد بيانات عامة تضم أكثر من 58 ألف جين مرتبط بورم البروستاتا وبعد عملية فرز دقيقة ركزوا على 54 جينًا تُظهر نشاطاً مفرطاً في الأورام المصنفة ضمن Grade Group 2 (GG2) أو أعلى وفق نظام التصنيف الذي يمتد من GG1 (الأقل خطورة) إلى GG5 (الأكثر خطورة).
وبعد اختبار هذه الجينات على عينات بول محفوظة لـ761 رجلاً لديهم PSA مرتفع استقر الباحثون على 18 جيناً تشكّل جوهر اختبار MPS2.
كيف تم تطوير الاختبار؟
لتأكيد فعالية الاختبار أجرى الباحثون تجربة على أكثر من 800 عينة بول محفوظة ضمن اتحاد وطني لأبحاث أورام البروستاتا، أظهرت النتائج أن MPS2 تمكن من تحديد 95% من سرطانات البروستاتا من فئة GG2 و99% من سرطانات GG3 أو أعلى.
كما بيّن الباحثون أن إضافة حجم البروستاتا إلى التحليل حسّن دقة النتائج، ووفقاً لحساباتهم فإن استخدام الاختبار الجديد كان سيؤدي إلى تقليل الخزعات غير الضرورية بنسبة 37% وترتفع النسبة إلى 41% عند دمج حجم البروستاتا في التحليل، للمقارنة كان اختبار PHI يقلل الخزعات بنسبة 26% فقط.
أشار الباحثون إلى أن الاعتماد على اختبار بول مثل MPS2 قد يتفوق على التصوير بالرنين المغناطيسي متعدد المعايير (mpMRI) خاصة في المناطق الريفية، حيث لا تتوفر هذه الأجهزة المتقدمة بسهولة، إضافةً إلى ذلك تختلف دقة تفسير صور mpMRI من طبيب لآخر بينما يقدم اختبار البول نتائج كمية دقيقة يمكن تحديثها بمرور الوقت مع اكتشاف جينات جديدة مرتبطة بالمرض.
مزايا مقارنة بالتصوير بالرنين المغناطيسي
وصف الدكتور بوريس غيرشمان، اختصاصي المسالك البولية في كلية طب بجامعة هارفارد، النتائج بأنها واعدة، مؤكداً أن أداء الاختبار الجديد أفضل من PSA وحده، لكنه أضاف أن التحدي يكمن في تحديد العتبة المناسبة لاتخاذ قرار الخزعة عند استخدام نتائج رقمية تتراوح بين 0% و100%.
أما الدكتور مارك غارنيك، أستاذ الطب في كلية طب بجامعة هارفارد، فأكد أن مثل هذا الاختبار قد يوفر دقة أكبر في تحديد المرضى الذين يحتاجون إلى الخزعة بالفعل خاصة لمن يعيشون في مناطق بعيدة عن المراكز الطبية المتقدمة.