تشير أحدث البيانات إلى أن ما بين 40% و50% من الرجال الذين يتم تشخيص إصابتهم بورم البروستاتا يفضلون اليوم خيار "المراقبة النشطة" بدلاً من الخضوع للجراحة أو العلاج الإشعاعي، هذا التوجه يعكس تغيراً واضحاً في ممارسات العلاج، حيث أصبح العديد من الأطباء والباحثين ينصحون بمتابعة الحالة عن قرب بدلاً من التدخل العلاجي المبكر في بعض الحالات منخفضة الخطورة.
المراقبة النشطة تعني متابعة الورم بشكل دوري عبر الفحوصات المخبرية والتصوير الطبي والخزعات، للتأكد مما إذا كان الورم في حالة نمو أو بقاء على حاله، وفي حال عدم وجود تطور يظل الورم تحت الملاحظة دون اللجوء إلى العلاج التقليدي، هذه الممارسة أصبحت مدعومة من مؤسسات بحثية وأطباء في مراكز طبية كبرى، بينما لا يزال بعض الأطباء في العيادات الخاصة أكثر تحفظاً تجاهها.
ما هو مفهوم "المراقبة النشطة"؟
ورم البروستاتا يعد من أكثر الأورام شيوعاً بين الرجال، إذ تشير الإحصاءات إلى أن واحداً من كل 7 رجال معرض للإصابة به خلال حياته، ورغم خطورة المرض فإن الأورام منخفضة الخطورة غالباً ما لا تشكل تهديداً كبيراً على الحياة.
ووفقاً لتقرير نشرته The New York Times فإن نصف الحالات المشخصة تقريباً تقع ضمن فئة الأورام منخفضة الخطورة، حيث يكون احتمال الوفاة بسببها خلال 10 سنوات ضئيلاً جداً سواء تم العلاج أو الاكتفاء بالمراقبة.
أثار بعض الأطباء نقاشاً حول ضرورة تغيير التسمية المستخدمة لهذه الأورام، مقترحين تجنب كلمة "سرطان" عند الحديث عنها، بهدف تقليل القلق النفسي لدى المرضى وتشجيعهم على تقبل فكرة المراقبة النشطة، لكن في المقابل، يرى آخرون أن هذا التغيير قد يؤدي إلى تقليل إدراك المريض لخطورة التشخيص، وبالتالي إهمال المتابعة الطبية المنتظمة.
المراقبة النشطة لا تعني تجاهل المرض بل تتطلب التزامًا صارمًا بالفحوصات الدورية بما في ذلك الخزعات المتكررة وتحاليل الدم الخاصة بقياس مستويات مستضد البروستاتا النوعي (PSA)، ورغم أنها تقلل من التعرض لمضاعفات العلاجات التقليدية إلا أنها تفرض مسؤولية أكبر على المريض في الالتزام بالمراجعة الطبية.
فوائد ومخاطر المراقبة
مع تطور الأبحاث أصبح ورم البروستاتا يُصنف ضمن الأورام ذات نسب النجاة المرتفعة عند اكتشافه مبكراً، وتشير التقديرات إلى أن نحو 3 ملايين رجل في الولايات المتحدة يعيشون اليوم بعد تشخيصهم به في وقت سابق، ما يعزز فكرة أن التشخيص لا يعني بالضرورة اللجوء الفوري إلى العلاج التقليدي.