أعلنت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) عن موافقتها على طرح حقنة ذاتية الاستخدام تحتوي على مادة ليكانيماب (Lecanemab)، المعروفة تجارياً باسم Leqembi، لتصبح أول علاج منزلي يتم اعتماده لمرض الزهايمر في مراحله المبكرة وحالات الضعف الإدراكي البسيط.
يمثل هذا التطور نقلة نوعية في إتاحة العلاج لمرضى الزهايمر حيث يمنحهم القدرة على تلقي العلاج بشكل ذاتي في المنزل بدلاً من الاعتماد على مراكز الحقن الوريدي.
جاءت الموافقة استناداً إلى نتائج تجربة سريرية محورية من المرحلة الثالثة تحت اسم Clarity AD (NCT03887455)، والتي نُشرت في New England Journal of Medicine، وشملت 1795 مريضاً مصاباً بالزهايمر في مراحله المبكرة، أظهرت النتائج أن الحقن تحت الجلد باستخدام الجهاز الذاتي (SC-AI) استغرقت نحو 15 ثانية فقط وحققت نسباً أفضل في إزالة لويحات الأميلويد مقارنة بالعلاج الوريدي التقليدي.
بيانات التجارب السريرية
الدراسة قادها فريق بحثي بقيادة الطبيبة ريزا سبيرلينغ من مستشفى بريجهام، وأكدت أن طريقة الحقن الذاتي تحقق مستويات دوائية مكافأة للعلاج الوريدي مع تحسين ملحوظ في القابلية للاستخدام والراحة لكل من المرضى ومقدمي الرعاية.
بحسب تحليل نُشر في مجلة Neurology and Therapy، فإن طريقة الحقن الجديدة من المتوقع أن تحقق وفورات اقتصادية كبيرة على المدى الطويل، ويؤدي ذلك إلى خفض تكاليف العلاج وتقليل أوقات الانتظار وتحسين جودة الحياة للمرضى وأسرهم.
تقول ماريا كاريلو، كبيرة المسؤولين العلميين في Alzheimer’s Association، إن التطوير الجديد يمثل تقدمًا مهمًا في مجال علاج الزهايمر، مشيرة إلى أن الحقن الذاتي سيجعل العلاج أكثر سهولة ويقلل من الحاجة لزيارات المستشفى أو مراكز الحقن.
وأضافت أن هذا قد يشجع المرضى على الاستمرار في تلقي العلاج لفترات أطول وبالتالي الاستفادة من نتائجه الإيجابية.
سهولة الاستخدام وراحة المرضى
رغم الفوائد لا تزال هناك مخاوف بشأن بعض الآثار الجانبية المرتبطة بالعلاجات الموجهة للأميلويد مثل ARIA (تشوهات مرتبطة بالتصوير بالرنين المغناطيسي) والتي تشمل الوذمة أو النزيف الدماغي، ووفق نتائج Clarity AD بلغت نسب حدوث هذه الحالات لدى مستخدمي الحقن الوريدي 12.6% إلى 17.3% بينما ارتفعت قليلاً مع الحقن الذاتي لكن الخبراء يشيرون إلى أن العينات الإحصائية المحدودة تستلزم مزيداً من المتابعة لتأكيد النتائج.