تعرض الآباء للتدخين السلبي قبل البلوغ يضاعف خطر تدهور وظائف الرئة لدى أبنائهم

أشارت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Thorax إلى أن تعرض الآباء للتدخين السلبي قبل بلوغهم قد يؤثر بشكل مباشر على وظائف الرئة لدى أبنائهم في مراحل لاحقة من العمر، وتعد هذه الدراسة من أوائل الأبحاث التي تربط بين التعرض المبكر للتدخين السلبي لدى الذكور وبين تدهور الصحة التنفسية لدى الأجيال اللاحقة.

تفاصيل الدراسة

قاد الباحث الدكتور جياشينغ ليو من جامعة ملبورن في أستراليا، بمشاركة فريق علمي قام بتحليل بيانات 890 زوجاً من الآباء والأبناء ضمن "الدراسة الصحية الطولية في تسمانيا"، وركز الباحثون على العلاقة بين تعرض الآباء للتدخين السلبي قبل البلوغ وبين أنماط وظائف الرئة لدى الأبناء من مرحلة الطفولة وحتى منتصف العمر.

كيف يدمر التدخين قدراتك الوظيفية؟تفاصيل الدراسة

نتائج مثيرة للقلق

أظهرت النتائج أن تعرض الآباء للتدخين السلبي قبل سن البلوغ ارتبط بانخفاض معدل حجم الزفير القسري في ثانية واحدة (FEV1) لدى الأبناء وهو مؤشر أساسي على صحة الرئة، كما تبين أن أبناء هؤلاء الآباء أكثر عرضة لأنماط تراجع مبكر وسريع في وظائف الرئة مقارنة بغيرهم.

وقدّر الباحثون أن نسبة الخطر كانت أعلى بمقدار 1.56 مرة للإصابة بمستوى FEV1 أقل من المتوسط، بينما ارتفعت احتمالية تراجع وظائف الرئة المبكر والسريع بمقدار 2.30 مرة.

تأثير التدخين في الطفولة

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقد بينت الدراسة أن تعرض الأبناء أنفسهم للتدخين السلبي في مرحلة الطفولة ضاعف من حدة التأثير السلبي المرتبط بتاريخ تدخين الآباء قبل البلوغ، فقد أظهرت النتائج أن احتمالية انخفاض FEV1 لدى الأبناء ارتفعت إلى 2.36 مرة في حال اجتمع العاملان معًا مما يعكس خطورة التدخين السلبي على أكثر من جيل.

العوامل المساهمة

أوضح الباحثون أن الأمراض التنفسية والتدخين النشط لدى الآباء والأبناء أسهما بشكل جزئي في هذه النتائج لكن نسبة مساهمتهما لم تتجاوز 15 في المائة، وهذا يشير إلى أن الأثر الأساسي يرتبط بمرحلة ما قبل البلوغ لدى الآباء حين يكون الجسم في طور النمو والتطور الحيوي.

مخاطر التدخين على معدة فارغة الأمراض التنفسية والتدخين النشط

رسالة للآباء

كتب الباحثون في نتائجهم: "تشير هذه النتائج إلى أن التدخين لا يضر المدخنين وحدهم بل قد يمتد أثره إلى أبنائهم وأحفادهم أيضًا"، وأضافوا أن تجنب التدخين السلبي قبل البلوغ وكذلك الامتناع عن التدخين بجوار الأطفال قد يساهم في تقليل المخاطر الصحية عبر الأجيال.