كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة "Tobacco Control" عن ارتفاع مقلق في معدل الإعاقة بين البالغين الذين يدخنون السجائر حالياً، حيث تبين أن هذا المعدل يزيد بأكثر من الضعف مقارنةً بغير المدخنين، الدراسة التي أشرفت عليها الدكتورة جينيت نوفاكوفيتش؛ من مكتب التدخين والصحة التابع للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) في أتلانتا، استندت إلى بيانات مسح National Health Interview Survey للفترة الممتدة بين عامي 2019 و2023.
أظهرت نتائج الدراسة أن نسبة الإبلاغ عن أي نوع من أنواع الإعاقة كانت 14.1% بين المدخنين الحاليين مقارنةً بـ 6.8% فقط بين أولئك الذين لم يدخنوا مطلقاً و12.6% بين المدخنين السابقين، ويشمل ذلك صعوبات في الرؤية والسمع والحركة والقدرات المعرفية.
التدخين يؤثر على الرؤية والسمع والحركة والقدرات المعرفية
وتشير البيانات إلى أن البالغين الذين يدخنون حالياً معرضون لخطر أكبر بمعدل يتراوح بين 2.0 و2.4 مرة للإصابة بأنواع مختلفة من الإعاقة مقارنة بمن لم يدخنوا أبداً.
لفتت الدراسة إلى أن النساء المدخنات أكثر عرضة للإصابة بالإعاقة مقارنة بالرجال المدخنين حيث بلغ معدل انتشار الإعاقة بين النساء 16.5% بينما بلغ 12.1% بين الرجال.
كما بيّنت الدراسة فروقات كبيرة على مستوى الأعمار؛ فبينما سجلت الفئة العمرية 65 سنة فأكثر نسبة إعاقة بلغت 21.6% لم تتجاوز هذه النسبة 8.7% بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و44 عاماً.
أما من حيث الخلفية العرقية والإثنية فقد تراوحت نسب الإعاقة بين 19.0% لدى "الآخرين غير المنحدرين من أصل إسباني" (non-Hispanic Others) و11.1% لدى ذوي الأصول الإسبانية (Hispanics).
بحسب المؤلفين، فإن النتائج تشير إلى أن التدخين لا يقتصر تأثيره على صحة القلب أو الرئتين بل يمتد ليشمل القدرات الجسدية والمعرفية بشكل مباشر.
وقد كتب فريق البحث: "كشف تحليلنا المجمع أنه من بين ما يُقدَّر بنحو 25 مليون بالغ يدخنون حالياً يعاني نحو 40% منهم من مستوى معين من الصعوبات الوظيفية".
عبء وظيفي ملموس بين المدخنين
تسلط هذه الدراسة الضوء على الحاجة إلى مزيد من التوعية بمخاطر التدخين خاصةً تلك المتعلقة بالوظائف الجسدية والمعرفية التي غالباً ما تُغفل في الحملات التقليدية، كما تفتح الباب أمام أبحاث إضافية تدرس كيف يمكن للتوقف عن التدخين أن يساهم في الحد من هذا النوع من الإعاقات أو تحسين الوظائف لدى من يعانون منها بالفعل.