تُعد الرضاعة الطبيعية ركيزة أساسية لتعزيز صحة الطفل ونموه بشكل سليم، حيث تدعم تطوير جهازه المناعي وتُعزز قدرته على مواجهة الأمراض، لكنها قد تؤثر سلباً على صحة الأم، خاصةً خلال الأشهر الستة الأولى بعد الولادة، حيث تتعرّض لانخفاض ملحوظ في كثافة العظام، لذلك من الضروري أن تركز الأمهات على تعويض هذا النقص من خلال اتباع نظام غذائي غني بـ الكالسيوم وعناصر أخرى داعمة لصحة العظام.
وتحذر الدكتورة فوندا رايت، جراحة العظام ذات الخبرة التي تزيد عن عشرين عاماً والمتخصصة في مجال صحة المرأة وطول العمر، من أن الرضاعة الطبيعية قد تتسبب في فقدان ما يصل إلى 20% من كثافة عظام الأم خلال الأشهر الستة الأولى، مؤكدةً أهمية الوعي بهذه التغيرات واتخاذ الإجراءات الوقائية والعلاجية اللازمة، حسب صحيفة Times of India.
الرضاعة الطبيعية ركيزة أساسية لتعزيز صحة الطفل ونموه
نصحت الدكتورة "رايت" كل أم مرضعة بضرورة الحصول على الكالسيوم، سواء من مصادر طبيعية عن طريق الطعام، أو من خلال الأدوية والمكملات الغذائية، وهو أمر لا غنى عنه خلال الستة أشهر الأولى من الولادة، حيث تحتاج الأم المرضعة إلى 500 ملليجرام من الكالسيوم يوميًا؛ لاستعادة قوة عظامها والحفاظ على كثافتها.
يلعب الكالسيوم دوراً أساسياً في بناء عظام وأسنان قوية، ويُساعد في الحفاظ على قوتهما، لذا فإن نقص الكالسيوم في الجسم يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية عديدة، كما يلي:
1. زيادة خطر الإصابة بمرض هشاشة العظام وضعفها، ما يُزيد من خطر السقوط والكسور.
2. زيادة خطر الإصابة بمرض الكساح بين الأطفال، والذي يسبب ضعف العظام وليونتها.
3. زيادة خطر الإصابة بلين العظام لدى الأطفال والبالغين.
متى تنخفض كثافة العظام لدى النساء؟
تُشكّل مرحلة ما قبل انقطاع الطمث -وهي الفترة الانتقالية التي تسبق انقطاعه- مرحلةً حرجةً لصحة العظام لدى النساء، تبدأ هذه المرحلة عادةً من سن 45 عاماً، حيث تُصبح مستويات هرمون الإستروجين غير مستقرة وتبدأ في الانخفاض التدريجي إلى أن تصل إلى الصفر تقريباً بعد انقطاع الطمث، ما يؤدي إلى فقدان سريع وكبير في كثافة العظام، وزيادة ضعفها وهشاشتها.
ويُعد الإستروجين من الهرمونات الأساسية للحفاظ على صحة العظام، حيث ينظِّم عملية "إعادة تشكيل العظم" عن طريق التحكم في عمل الخلايا الآكلة للعظم (Osteoclasts)، التي تَكسر النسيج العظمي القديم، والخلايا البانية للعظم (Osteoblasts)، التي تبني نسيجاً عظمياً جديداً، فمن دون المستوى الكافي من الإستروجين، يختل هذا التوازن الدقيق، وتصبح عملية هدم العظام أسرع من عملية بنائها، ما يؤدي إلى فقدان صافي للكتلة العظمية في النهاية.