الرضاعة الطبيعية هي واحدة من أعمق الروابط بين الأم وطفلها، حيث توفر له التغذية المثالية وتعزز مناعته ونموه العقلي والجسدي، ومع ذلك، تطرح العديد من الأمهات تساؤلات حول الوقت المناسب لفطام أطفالهن، خاصة مع تعدد الآراء والتوصيات في هذا الشأن. الرضاعة الطبيعية
وفي هذا الصدد، تؤكد الدكتورة فلورنسيا سيغورا، طبيبة الأطفال وعضوة الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP)، أنه لا توجد قاعدة ثابتة حول التوقف عن الرضاعة الطبيعية، لكنه قرار يرجع للأم وحدها، أياً كانت الأسباب سواء كانت صحية أو نفسية أو مجرد رغبة في استعادة التوازن الشخصي.
إذا أصبحت الرضاعة الطبيعية عبئاً نفسياً فهذا سبب كافٍ للتوقف، إذ أن مشكلات مثل ضعف التقام الحلمة وقلة إنتاج الحليب أو الألم الجسدي يمكن أن تؤثر سلباً على الصحة النفسية، وفقاً لـAnxiety & Depression Association of America (ADAA).
عندما لا يكتسب الطفل الوزن الكافي رغم المحاولات فقد يكون من الضروري استشارة طبيب الأطفال، قد يقترح الطبيب التحول إلى الحليب الصناعي كلياً أو جزئياً وقد تكون الحساسية الغذائية خاصة تجاه حليب البقر سبباً في اضطرابات مثل المغص أو الطفح الجلدي.
يُوصي الأطباء بتجربة حمية غذائية خالية من مسببات الحساسية لمدة 10 أيام، لكن بعض الأطفال لا يستجيبون لهذا التغيير مما يستدعي التوقف عن الرضاعة والانتقال إلى تركيبة خالية من الألبان.
في حالات نادرة مثل "galactosemia" وهو اضطراب استقلابي يمنع الجسم من هضم الغالاكتوز الموجود في حليب الأم لذا يجب التوقف الفوري عن الرضاعة واللجوء إلى تركيبات خاصة.
إذا بدا الطفل غير راضٍ بعد الرضاعة فقد يشير ذلك إلى مشكلات مثل تدفق الحليب السريع أو قلة الإنتاج أو ربما وجود ارتجاع أو عدوى فطرية في الفم، في هذه الحالات يُنصح باستشارة طبيب الأطفال أو مستشار رضاعة معتمد (IBCLC) وإذا تبين أن السبب مرتبط مباشرة بالرضاعة وكان من الأسهل التوقف فذلك خيار مشروع.
حتى مع سير الرضاعة بشكل جيد قد تصل الأم إلى نقطة تشعر فيها بالإرهاق أو بالرغبة في التفرغ للطفل بطرق أخرى، فيما وتشير دراسات إلى أن التوقف قد يُحسّن الصحة النفسية.
توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) بالرضاعة الطبيعية الحصرية حتى عمر 6 أشهر، والاستمرار بعد ذلك إلى عامين أو أكثر بالتزامن مع إدخال الطعام الصلب، وإذا كانت الأم تواجه تحديات ولكنها ترغب في الاستمرار فإن الدعم من المختصين أو مجموعات الأمهات يمكن أن يكون حاسماً في مواصلة هذه التجربة.تكون الرضاعة وسيلة لطمأنت الطفل
في حال حدوث تغييرات كبيرة في حياة الطفل مثل دخول الحضانة أو ولادة شقيق جديد، يمكن أن تكون الرضاعة وسيلة لطمأنته ويُفضل أحياناً تأجيل التوقف عن الرضاعة لحين استقرار الظروف حفاظاً على شعور الطفل بالأمان.