كشفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة Lifestyle Medicine عن إمكانية الاستمرار في ممارسة تمارين القوة عالية الشدة أثناء تلقي العلاج الكيميائي والجراحة والعلاج الإشعاعي دون التأثير السلبي على القدرة البدنية.
تسلط الدراسة، التي تُعد من أوائل الدراسات التي ترصد ممارسة تدريب احترافي للقوة بالتزامن مع العلاج، الضوء على دور النشاط البدني المكثف في دعم الصحة الجسدية والنفسية خلال فترات المرض.
وتشير النتائج إلى أن التدريب المنتظم يمكن أن يساهم في تقليل الشعور بالتعب وتحسين اللياقة البدنية والمساعدة على التكيف مع الأعراض المرتبطة بالعلاج شرط أن يتم تحت إشراف طبي وتعديل الجدول الزمني حسب دورة العلاج.
ممارسة تمارين القوة عالية الشدة أثناء تلقي العلاج الكيميائي
لطالما أوصت التوجيهات الطبية بممارسة التمارين منخفضة أو متوسطة الشدة لمرضى الأورام لكن هذه الدراسة تطرح تصوراً مختلفاً بالنسبة للأشخاص ذوي اللياقة البدنية العالية، فقد احتفظ المشاركون في الدراسة بنسبة كبيرة من قوتهم البدنية، ما يُعد إنجازاً في ظل التأثيرات المعروفة للعلاج الكيميائي على العضلات والطاقة العامة.
وقد أوضح الباحثون أن الجسم عند التعامل مع التمارين بشكل مدروس يستطيع الحفاظ على كتلة العضلات ومعدلات القوة بدرجة كبيرة حتى في ظل العلاج.
نظّم فريق الدراسة برنامجاً رياضياً دقيقاً بالتوازي مع العلاج الطبي، وجاء على النحو التالي:
أيام تدريب عالية الشدة قبل جلسات العلاج الكيميائي مع التركيز على تمارين مثل القرفصاء (Squat) والضغط على البنش (Bench Press) ورفع الأثقال من الأرض (Deadlift).
أيام تدريب متوسطة الشدة بين الجلسات باستخدام تمارين مساعدة مثل سحب الأوزان والضغط بالأكتاف.
أيام استشفاء بعد العلاج شملت تمارين خفيفة للحركة والعلاج الطبيعي.
النتائج أظهرت أن المشاركين تمكنوا من الحفاظ على أكثر من 90% من قوتهم في بعض التمارين مقارنة بمستوياتهم البدنية قبل العلاج.
ممارسة التمارين الرياضية تقلل الآثار الجانبية لعلاج الكيميائي
أشارت تريسي كراين، مديرة قسم نمط الحياة والوقاية والصحة الرقمية في مركز Sylvester التابع لجامعة ميامي، إلى أن هذه الدراسة تفتح الباب أمام إدماج خطط تمرين مخصصة ضمن بروتوكولات العلاج لا سيما للرياضيين أو الأفراد الذين يتمتعون بخبرة سابقة في التمارين عالية الشدة.
وقالت: "النتائج تؤكد أن التمارين ليست مجرد وسيلة لتحسين اللياقة بل يمكن أن تكون أيضاً أداة فعالة للتمكين النفسي والدعم الذاتي أثناء العلاج"، مضيفاً: "من المهم تكييف التمرين حسب الحالة الطبية ومراعاة الفروق الفردية في القوة والتحمل".
تشدد الدراسة على أهمية تطوير خطط تمرين مبنية على الأدلة ومصممة خصيصاً للفرد ضمن مسار العلاج، ورغم أن هذه النتائج لا تنطبق على جميع المرضى إلا أنها تؤكد أهمية التقييم الدقيق لمستوى اللياقة والقدرة على التحمل قبل التوصية بأي نشاط بدني، كما دعت إلى مواصلة البحث في هذا المجال لتوسيع نطاق الفئات المستفيدة من هذه المقاربة.