يُشكِّل مرض الكبد الدهني أحد أبرز التحديات الصحية في العصر الحديث، حيث يتمثل في تراكم غير طبيعي للدهون داخل خلايا الكبد، ما قد يؤدي إلى التهابات وتلف تدريجي في هذا العضو الحيوي، وتُعد النساء أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض نتيجة عوامل متعددة، تشمل العادات الغذائية غير الصحية، والتغيرات الهرمونية، إضافةً إلى بعض الحالات الطبية التي تزيد من خطر التدهور الكبدي.
في هذا التقرير، تُسلط "بوابة صحة" الضوء على الأسباب الرئيسية وراء ارتفاع معدلات إصابة النساء بمرض الكبد الدهني، مع تحليل لأبرز العوامل التي تجعلهن أكثر عرضةً للمضاعفات الخطيرة مقارنةً بالرجال في بعض الحالات، نقلاً عن صحيفة Times Of India.
الأسباب الرئيسية لإصابة النساء بالكبد الدهني
تُشكّل السمنة (مؤشر كتلة الجسم فوق 30) عامل خطر رئيسي للإصابة بالكبد الدهني غير الكحولي لدى النساء، حيث تصل نسبة الإصابة إلى 60-80% بين النساء البدينات، ويعود ذلك أساساً إلى الأنظمة الغذائية الغنية بالسكريات (أكثر من 25 جم يومياً) والكربوهيدرات المكررة والدهون المشبعة (تتجاوز 10% من السعرات اليومية)، ما يؤدي لتراكم الدهون في الكبد بنسبة قد تصل إلى 40% من حجمه.
وتلعب الدهون الحشوية دوراً خاصاً، حيث تزيد مقاومة الإنسولين بنسبة 35% وترفع إنزيمات الكبد (ALT, AST) إلى 3 أضعاف معدلاتها الطبيعية، ما يجعل الكبد أكثر عرضة للتلف بنسبة 50% مقارنة بالأشخاص الذين تتراكم الدهون لديهم تحت الجلد.
تُعد متلازمة تكيس المبايض من أهم عوامل خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي لدى النساء، حيث تصل نسبة المصابات بالكبد الدهني بين النساء اللاتي يعانين من تكيس المبايض إلى 60% بسبب مقاومة الإنسولين المصاحبة للمرض، وتشير الدراسات إلى أن هذه الفئة أكثر عرضة بثلاثة أضعاف للإصابة بتليف الكبد مقارنة بغيرهن.
متلازمة تكيس المبايض من أهم عوامل خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني
بالنسبة للنساء المصابات بمقاومة الإنسولين أو مرحلة ما قبل السكري (السكر التراكمي 5.7-6.4%)، يُنصح باتباع نظام غذائي منخفض المؤشر الجلايسيمي (أقل من 55) مع تقليل السكريات المضافة لأقل من 25 جراماً يومياً، إلى جانب ممارسة 150 دقيقة أسبوعياً من الرياضة متوسطة الشدة وتمارين المقاومة مرتين أسبوعياً، حيث يساعد فقدان 5-10% من الوزن على تقليل تراكم الدهون في الكبد بشكل ملحوظ، كما يُوصى بإجراء فحوصات دورية لأنزيمات الكبد ومراقبة مستويات السكر التراكمي كل 6 أشهر للكشف المبكر عن أي تغيرات كبدية.
يختلف أيض الكحول لدى النساء بسبب عوامل فسيولوجية تجعلهن أكثر عرضة لتأثيراته الضارة، حيث تؤدي كميات أقل (أكثر من 20 جم يومياً) إلى تراكم الدهون في الكبد خلال 2-3 سنوات، ويرتفع خطر التهاب الكبد الكحولي إلى 30%، مع احتمالية تطور التليف بعد 10 سنوات من الاستهلاك المنتظم، بسبب انخفاض إنزيمات أيض الكحول واختلاف تركيب الجسم مقارنة بالرجال.
انقطاع الطمث ومرض الكبد الدهني
بعد انقطاع الطمث، تعاني النساء من انخفاض حاد في الإستروجين (80-90%) وزيادة مقاومة الإنسولين (35-45%)، ما يرفع خطر الإصابة بالكبد الدهني غير الكحولي إلى 40-60% حتى مع الوزن الطبيعي، بسبب زيادة الدهون الحشوية (25-30%) وانخفاض الأيض الأساسي (15-20%)، ما يستدعي اتباع نظام وقائي يشمل الرياضة والنظام الغذائي المتوسطي والمتابعة الطبية المنتظمة.
يؤدي الخمول البدني المستمر إلى انخفاض معدل الأيض الأساسي (15-20%) وزيادة مقاومة الإنسولين (30-40%)، ما يرفع خطر الإصابة بالكبد الدهني (50-60%) بسبب تراكم الدهون الحشوية (25-35%)، لذا يُوصى بممارسة 150-300 دقيقة أسبوعياً من الرياضة مع تمارين المقاومة وزيادة النشاط اليومي لتحسين وظائف الكبد.