الإفراط في التسوق.. ما علاقة الاضطراب ثنائي القطب؟

يمكن أن يكون الإنفاق القهري أحد أعراض مرحلة الهوس في الاضطراب ثنائي القطب مما يؤدي إلى عواقب مالية خطيرة، وفهم العوامل المحفزة ووضع استراتيجيات للسيطرة على الإنفاق يمكن أن يساعد في تجنب الأزمات المالية.

كيف يؤدي اضطراب ثنائي القطب إلى الإنفاق المفرط؟

الاضطراب ثنائي القطب يتميز بتقلبات حادة في المزاج من فترات الاكتئاب إلى نوبات الهوس التي تتميز بطاقة مفرطة وثقة زائدة وسلوكيات اندفاعية مثل الشراء القهري.

وأظهرت مراجعة لـ28 مقالاً أن المصابين بالاضطراب ثنائي القطب أكثر عرضة للسلوكيات الإدمانية، وأبرزها القمار والسرقة القهرية والشراء غير المنضبط، ولا يقتصر الأمر على التسوق العشوائي بل يمكن أن يشمل استثمارات محفوفة بالمخاطر أو قرارات مالية غير محسوبة، بحسب "national institute of health".

المصابين بالاضطراب ثنائي القطب أكثر عرضة للسلوكيات الإدمانيةمرضى الاضطراب ثنائي القطب أكثر عرضة للسلوكيات الإدمانية 

خلال نوبات الهوس يصبح نظام المكافأة في الدماغ نشطاً بشكل مفرط مما يجعل الإنفاق يبدو مُجزياً، ويؤدي ارتفاع الدوبامين إلى الشعور بالسعادة الفورية مما قد يجعل الشخص غير قادر على مقاومة الرغبة في التسوق، حتى في نوبات الاكتئاب قد يستخدم البعض التسوق كوسيلة للهروب من المشاعر السلبية رغم أن تأثيره يكون مؤقتاً.

التأثير النفسي والمالي للإنفاق المفرط

قد يسبب الإنفاق غير المنضبط مشكلات نفسية ومالية خطيرة وفقاً لدراسة شملت 54 مشاركاً فإن القلق والتوتر والاكتئاب غالباً ما تؤدي إلى الشراء القهري والذي بدوره يزيد من القلق مع مرور الوقت، كما كشفت الدراسة أن فقدان السيطرة على الشؤون المالية يزيد من مستويات التوتر.

وعندما تنتهي نوبة الهوس قد يواجه الشخص صدمة حقيقية بسبب الديون المتراكمة مما يؤدي إلى الشعور بالندم والذنب، ويمكن أن تتسبب هذه الديون في خلافات عائلية خاصة إذا تم استنزاف المدخرات أو إخفاء المشتريات مما يضر بالثقة بين الشريكين.

وتشير مراجعة حديثة إلى أن المصابين بالاضطراب ثنائي القطب معرضون بشكل أكبر لعدم الاستقرار المالي، حيث يؤدي الإنفاق القهري وعدم الاهتمام بالأمور المالية إلى زيادة المشكلات المالية وانخفاض مستوى الرضا عن الحياة، كما أن هذه المشكلات قد تعيق علاج الاضطراب نفسه، حيث يصبح من الصعب تحمل تكاليف الأدوية أو الجلسات العلاجية.

المصابين بالاضطراب ثنائي القطب معرضون بشكل أكبر لعدم الاستقرار الماليالمصابين بالاضطراب ثنائي القطب معرضون لعدم الاستقرار المالي

كيف يمكن تجنب الإنفاق القهري؟

لمنع الإنفاق المفرط من المهم وضع خطة مالية خلال الفترات المستقرة ويمكن تخصيص جزء من الدخل تلقائياً لحساب ادخار أو حساب الفواتير لتجنب إنفاقه دون تفكير، كما أن دفع الفواتير تلقائياً يمكن أن يساعد في تجنب التأخير في السداد.

وقد يكون إشراك شخص موثوق به في القرارات المالية مفيداً بحيث يمكن استشارته قبل إجراء أي مشتريات غير ضرورية، ويمكن أيضاً اتخاذ تدابير أكثر صرامة مثل تسليم بطاقات الائتمان لشخص موثوق أو التحول إلى نظام الدفع النقدي فقط.

ومن المفيد أيضاً العمل مع معالج متخصص في علاج الإدمان على الإنفاق، حيث يمكنه مساعدة الشخص في التعرف على المحفزات التي تدفعه للتسوق القهري وتطوير آليات صحية للتعامل مع الضغوط العاطفية.

معالج متخصص في علاج الإدمان على الإنفاقيجب اللجوء لمعالج متخصص في علاج الإدمان على الإنفاق

كيف يمكن التعامل مع الديون؟

إذا كانت الديون قد تراكمت بالفعل، فإن أول خطوة هي مواجهتها بشجاعة ويجب كتابة جميع الالتزامات المالية بما في ذلك أرصدة بطاقات الائتمان وأسعار الفائدة والمدفوعات المستحقة ثم وضع خطة سداد تدريجية.

ويمكن أن يساعد البحث عن دخل إضافي أو العمل بوظيفة جانبية في تقليل الديون، وإذا كان من الصعب التحكم في الأمور المالية قد يكون من المفيد استشارة مستشار مالي للمساعدة في وضع خطة سداد مناسبة.

بالإضافة إلى ذلك قد يكون قرض توحيد الديون خياراً عملياً، حيث يتم دمج جميع الديون في دفعة شهرية واحدة بسعر فائدة أقل، لكن يجب التأكد من إيقاف استخدام بطاقات الائتمان لتجنب إعادة تراكم الديون.