كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة JAMA Network Open عن وجود علاقة بين الإنتان والالتهاب السحائي المبكرين لدى حديثي الولادة وزيادة خطر الإصابة بالصرع خلال مرحلة الطفولة، الدراسة التي أجراها الدكتور مادس أندرسن من مستشفى جامعة آرهوس في الدنمارك وزملاؤه اعتمدت على تحليل بيانات شاملة لمواليد دنماركيين خلال فترة امتدت من عام 1997 وحتى 2013.
استندت الدراسة إلى قاعدة بيانات وطنية تشمل جميع المواليد الأحياء المنفردين في الدنمارك خلال فترة الدراسة بشرط أن يكونوا قد أتموا 35 أسبوعاً من الحمل على الأقل وخلوهم من التشوهات الخلقية الكبرى، وبلغ عدد الأطفال المشمولين في الدراسة 981,869 طفلاً بمتوسط عمر حملي قدره 40 أسبوعاً وكان الذكور يمثلون نحو 51% من العينة.
تحليل بيانات قرابة مليون طفل
من بين هؤلاء الأطفال تم تشخيص 8,154 حالة إصابة بالإنتان المبكر و152 حالة بالتهاب السحايا، أي ما يعادل 0.8% وأقل من 0.1% على التوالي، وبلغ عدد الحالات التي تأكدت إصابتها بعدوى موجبة بالزراعة المخبرية 257 في حالات الإنتان و32 في حالات الالتهاب السحائي.
أظهرت نتائج الدراسة أن معدل الإصابة بالصرع بين الأطفال الذين تم تشخيصهم بالإنتان بلغ 1.6 لكل 1,000 شخص-سنة مقابل 0.9 لكل 1,000 شخص-سنة بين الأطفال الذين لم يتعرضوا لأي عدوى في مرحلة الولادة المبكرة، وقدر الباحثون نسبة الخطر المعدلة للإصابة بالصرع بـ1.85 ما يعني زيادة تقارب الضعف في احتمالية الإصابة مقارنة بغير المصابين.
أشارت الدراسة أيضاً إلى أن خطر الإصابة بالصرع يرتفع بصورة أكبر لدى الأطفال الذين كانت إصابتهم بالإنتان موجبة الزراعة حيث بلغ معدل الإصابة بـ الصرع لديهم 2.70، وبلغت النسبة أعلى مستوياتها لدى الأطفال المصابين بالتهاب السحايا خاصة الحالات المؤكدة بالزراعة إذ سجلت معدلات الإصابة نسباً وصلت إلى 9.85 و16.04 على التوالي.
دعوة لتحسين الوقاية والعلاج
خلص الباحثون إلى أن هذه النتائج تبرز أهمية الوقاية المبكرة من العدوى البكتيرية لدى حديثي الولادة وتحسين سبل التشخيص والعلاج للحد من تبعات صحية بعيدة المدى مثل الإصابة بالصرع.
وكتب الباحثون: "تشير هذه النتائج إلى أن تحسين الوقاية والعلاج من العدوى البكتيرية المبكرة قد يساهم في تقليل خطر الإصابة بالصرع في الطفولة".