خل التفاح ليس مشروباً عادياً يمكن إضافته إلى الطعام لإضفاء نكهة خاصة، فهو يحمل فوائد عديدة ربما سمعت عن إحداها من قبل، وأشهرها قدرته على فقدان الوزن، حيث أظهرت دراسات أن تناوله يساعد الذين يعانون السمنة، لكن الخبر السار أن لديه القدرة على خفض نسبة السكر في الدم أيضاً.
أجرى الباحثون دراسة -نُشرت نتائجها في مجلة "BMJ Nutrition, Prevention & Health"- شارك فيها 120 شخصاً يعانون من السمنة (64 ذكراً، 74 أنثى) تتراوح أعمارهم بين 12-25 عاماً، تناول بعضهم 15 مل يومياً من خل التفاح ومجموعة أخرى حصلت على دواء وهمي على معدة فارغة، ثم سجل المشاركون ما تناولوه من أطعمة وقدموا معلومات حول نشاطهم البدني، كما تابع الباحثون الشهية للمشاركين.
بعد مرور 3 أشهر من المتابعة فقدت المجموعة التي تناولت خل التفاح ما يصل إلى 8 كجم في 12 أسبوعاً، حيث تحسنت لدى الذين تناولوا خل التفاح مستويات السكر في الدم والكوليسترول، حسبما نقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية عن قائد الدراسة اللبنانية من جامعة الروح القدس، روني أبو خليل.
خل التفاح وتقليل الشهية
اعتقد الخبراء قبل الدراسة أن حمض الأسيتيك في خل التفاح يتفاعل مع الكربوهيدرات لتقليل امتصاصها، لكن بعد تناول خل التفاح المخفف بالماء في الصباح على معدة فارغة بالدراسة، اختلف هذا الاعتقاد.
وفي هذا الإطار، قال الصيدلي والمستشار المستقل لصناعة المكملات الغذائية، إيدان جوجينز، إن خل التفاح قد يزيد من هرمونات الشبع بما في ذلك GLP-1 وPYY، بنفس الطريقة التي تعمل بها أدوية إنقاص الوزن المعروفة.
ومن جانبها، ترى أستاذة أبحاث الطب الحيوي في جامعة ميدلسكس بالمملكة المتحدة، دارشنا ياجنيك، أن حمض الأسيتيك أو حمض الخليك كما يُقال عنه يرفع مستويات الأسيتات بالدم، وهذا يشجع على تحلل الأحماض الدهنية ويمنع تكوين الجديد منها، وبالتالي يساعد ذلك في تعزيز عملية التمثيل الغذائي للدهون.
بعض الخبراء يختلفون مع الدراسة؛ لأنها لم تحدد ما أكله المشاركون والتغيرات التي طرأت على السعرات الحرارية خلال فترة مشاركتهم، كما أنهم من الشباب، وبالتالي ليس من الواضح تأثير خل التفاح على الأكبر سناً.
خل التفاح وسكر الدم
بالنسبة لكيفية مساهمة خل التفاح في خفض نسبة سكر الدم، أوضحت الدراسات أنه يزيد من امتصاص العضلات للجلوكوز، ويبطئ إفراغ المعدة ونشاط الإنزيمات في الأمعاء، ما يساهم في التحكم بمستويات سكر الدم.
تزيد المركبات الموجودة في خل التفاح من الدهون الجيدة أي "الكوليسترول الجيد"، ما يساعد على التخلص من الكوليسترول الضار عن طريق التخلص منه عبر الكبد من خلال تفكيكه، حسب "ياجنيك".
وفي كل الأحوال، يُنصح الذين يتناولون علاجات لمرض السكري أو حبوب إنقاص الوزن باستشارة الطبيب قبل تناول خل التفاح، منعاً لحدوث تفاعلات بينه وبين الأدوية، حيث يمكنه التسبب في تلف بأنسجة القصبة الهوائية أو حرقة المعدة، وفقاً لـ"إيدان جوجينز".