رغم التقدم الكبير في الطب الحديث لا يزال الصلع الوراثي، المعروف علمياً باسم Male Pattern Baldness، أحد أكثر الحالات إزعاجاً للرجال حول العالم إذ لا يوجد حتى الآن دواء يُحدث فرقاً جذرياً في إعادة نمو الشعر.
نُشرت دراسة جديدة في مجلة PLOS Biology قد تحمل بارقة أمل، بعد أن كشف باحثون في إنجلترا عن أن دواءً يُستخدم لعلاج هشاشة العظام يحتوي على مركب قادر على استهداف البروتين المسؤول عن وقف نمو الشعر ما يجعله مرشحاً قوياً كعلاج محتمل للصلع.
أمل جديد لمرضى الصلع الوراثي
الباحثون توصلوا إلى أن الدواء يحتوي على مركب ينشط نمو الشعر عبر تعطيل تأثير بروتين يعرف باسم SFRP1 وهو البروتين الذي يعيق نشاط الجزيئات المسؤولة عن نمو بصيلات الشعر.
هذا التأثير غير المتوقع فتح المجال أمام إمكانية إعادة توظيف هذا الدواء المخصص أصلًا لعلاج هشاشة العظام لاستخدامه في علاج الصلع الوراثي عند الرجال.
حتى الآن لا تزال التجارب في مراحلها الأولى إذ أُجريت الأبحاث داخل المختبر باستخدام عينات من بصيلات الشعر مأخوذة من 40 رجلًا خضعوا لجراحات زراعة الشعر، ورغم أن النتائج أظهرت فعالية واضحة للمركب في تحفيز نمو الشعر فإن هناك حاجة ملحة لمزيد من التجارب السريرية للتأكد من فعالية العلاج على المدى الطويل وسلامته عند استخدامه على البشر.
الباحثون في إنجلترا أبدوا حماسة كبيرة لهذه النتائج لكنها تظل خطوة أولى في مسار طويل قد يستغرق سنوات قبل أن يتحول الدواء إلى منتج متاح تجارياً.
علاج الصلع الوراثي عند الرجال
يتساءل البعض عن جدوى مثل هذه الأخبار في ظل كثرة الإعلانات عن "علاجات واعدة" للصلع لم تصل إلى السوق قط، ومع ذلك يرى الباحثون أن ما يميز هذا الاكتشاف هو أن المركب المستخدم معروف بالفعل ومُصرح به لعلاج حالات أخرى ما يعني أن طريق تطويره قد يكون أقصر وأسرع مقارنة بعقاقير جديدة تمامًا.
كما أن الاستهداف المباشر لبروتين يُعرف بدوره المثبط لنمو الشعر يُعد نهجاً علمياً دقيقاً يدعم الفرضية بجدية أكبر من مجرد التجارب العشوائية.
على الهامش تشير بعض الدراسات الحديثة إلى أن الرجال الأقصر قامة قد يكونون أكثر عرضة للصلع ما يضيف بُعداً جديداً للنقاش حول أسباب تساقط الشعر.
وفي الوقت الذي ينتظر فيه البعض نتائج الأبحاث بشغف لا يزال كثيرون يختارون تقبل مظهرهم الحالي بل إن بعض المشاهير مثل دواين جونسون (The Rock) جعلوا من الصلع علامة تميز وثقة بالنفس.