هل تمشي بسرعة كافية؟ دراسة جديدة تحدد السرعة المثالية لقلب سليم
هل تمشي بسرعة كافية؟ دراسة جديدة تحدد السرعة المثالية لقلب سليم
أظهرت دراسة جديدة نُشرت في مجلة "Heart" أن المشي بوتيرة متوسطة إلى سريعة قد يساعد على الحفاظ على انتظام ضربات القلب، وتقليل خطر الإصابة باضطرابات نظم القلب مثل الرجفان الأذيني (AFib).
وركزت الدراسة على العلاقة بين سرعة المشي وتكراره ومدته واحتمال الإصابة باضطرابات نظم القلب التي يمكن أن تؤدي إلى السكتة الدماغية ومضاعفات قلبية أخرى، حيث يُعد الرجفان الأذيني أكثر أنواع الاضطرابات شيوعاً، وينتج عن مشكلات في الحجرات العليا للقلب، وقد تضاعف معدل الإصابة به خلال العقد الماضي.
المشي السريع يساعد على الحفاظ على انتظام ضربات القلب
المشي السريع يقلل الخطر بنسبة تصل إلى 43%
حللت الدراسة بيانات من 420,925 مشاركاً من قاعدة بيانات UK Biobank أبلغوا عن سرعتهم أثناء المشي من خلال استبيان، تم تقسيم المشاركين إلى ثلاث مجموعات: مشي بطيء (أقل من ثلاثة أميال/الساعة)، مشي متوسط (من 3 إلى 4 أميال/الساعة)، ومشي سريع (أكثر من 4 أميال/الساعة).
خلال فترة متابعة امتدت لـ13 عاماً تم تشخيص 36,574 مشاركاً باضطرابات في نظم القلب منهم 23,526 شخصًا أصيبوا بالرجفان الأذيني فيما أصيب آخرون باضطرابات نشأت من الحجرات السفلية للقلب، وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين مشوا بوتيرة متوسطة انخفضت لديهم احتمالية الإصابة بنسبة 35% بينما انخفضت النسبة إلى 43% لدى من مشوا بوتيرة سريعة.
المشي السريع يقلل خطر اضطرابات نظم القلب
العوامل المؤثرة والاختلافات السكانية
لوحظ أن الأشخاص الذين يمشون بسرعة كانوا أكثر عرضة لأن يكونوا رجالاً يعيشون في مناطق أقل حرمانًا ويتمتعون بأنماط حياة صحية، كما أن لديهم محيط خصر أقل ووزن أخف وقوة قبضة يد أفضل ومستويات أقل من عوامل الخطر الأيضية مثل الدهون وسكر الدم الصائم بالإضافة إلى مستويات أقل من الالتهاب.
تحليل إضافي أظهر أن العوامل الأيضية والالتهابية فسّرت 36% من العلاقة بين المشي السريع وانخفاض خطر الاضطرابات القلبية، ومن بين الفئات التي استفادت بشكل أكبر: النساء والأشخاص تحت سن الستين، ومن لديهم مؤشر كتلة جسم أقل من 30، والمصابين بارتفاع ضغط الدم، ومن يعانون من حالتين صحيتين مزمنتين أو أكثر.
العلاقة بين المشي السريع وانخفاض خطر الاضطرابات القلبية
محدودية الدراسة وملاحظات الخبراء
على الرغم من أن الدراسة اعتُبرت "مثيرة للإعجاب" من قبل بعض الخبراء، مثل جوناثان مايرز من "VA Palo Alto Health Care System" إلا أن آخرين مثل إلروي أغيّار من "University of Alabama" أشاروا إلى محدوديتها خصوصاً فيما يتعلق بغياب تمثيل كافٍ لكبار السن (فوق 70 عاماً) وتنوع الأعراق.
كما أن الطبيعة الرصدية للدراسة تعني أنها لا تُثبت علاقة سببية رغم استبعاد الأشخاص المصابين بأمراض قلبية عند بداية البحث.
فوائد المشي وتأثيره على القلب
فوائد المشي وتأثيره على القلب
المشي قد يحسّن توازن الجهاز العصبي اللاإرادي ويزيد من حجم البطين الأيسر ويعزز كفاءة القلب ويقلل ضغط الدم، فضلاً عن تحسين تدفق الدم وتقليل الالتهابات وتراكم الترسبات في الشرايين.
ويؤكد الخبراء أن المشي هو أسهل أنواع التمارين التي يمكن للغالبية ممارستها، أما بالنسبة للمكان فلا فرق بين المشي في صالة رياضية أو في الطبيعة إلا أن المشي في التضاريس المتنوعة أو في الهواء الطلق قد يوفر فوائد إضافية للصحة النفسية.
